بين إيران وإسرائيل.. عرب 48 في مهب الريح - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 19/يونيو/2025 - 04:40 م

أضف للمفضلة

شارك شارك

بينما تشتد حدة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، يجد عرب 48 أنفسهم في مهب الريح بتداعيات النزاع المتصاعدة، تختلط فيه مشاعر الخوف والقلق من واقع الحرب، ويعيشون حالة من القلق المتزايد؛ لغياب سبل الحماية وافتقار المناطق العربية لوجود الملاجئ عكس الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.

بعد نحو 77 عامًا من وجودهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي فُرضت عليهم كأمر واقع في عام 1948، ما زالوا يقودون معركة البقاء، ومارست إسرائيل ضدهم مخططات عدة؛ لتضييق الخناق عليهم واستهداف وجودهم، هؤلاء الفلسطينيون هم عرب 48، وهم فلسطينيو الداخل، وهم أيضا عرب الداخل، وفلسطينيو 48، وعقيدتهم أن الأرض دوما هي العنوان، مستمسكين بأرضهم وقابضين عليها كالقابضين على الجمر، رافضين أن يرحلوا عنها أو يهجروها.

اسمي عائشة كايد، من عرب 48 بنت الناصرة وأقيم في مدينة طمرة والتي تبعد عن مدينة حيفا بنحو 20 كم، بلدي عربية ومسلمة بالكامل تتعرض للخراب مع كل استهداف من أبناء أمتنا العربية والإسلامية لعدونا الواحد إسرائيل؛ بسبب موقعها الاستراتيجي وقربها من حيفا.

بحسب السيدة العشرينية، يعيش عرب 48 أياما من أصعب الفترات التي تمر على فلسطينيي الداخل، خاصة مع اشتداد القصف الإيراني على إسرائيل، ويشعرون بفارق كبير وملموس، ما بعد 7 أكتوبر مختلف كليًا عما بعده، على صعيد تعامل الاحتلال معهم وكذلك تعرضهم للخطر المستمر جراء الهجمات الإيرانية واليمنية وأيضًا هجمات حزب الله اللبناني.

«نحن ما عم نقدر ننام الليل، ننام ساعات قليلة جدًا ومتقطعة كل الوقت فايقين مرعوبين يصير شيء على ولادنا وبلادنا.. وقع لدينا مصابين بالعشرات ووفيات جراء الصواريخ الإيرانية وأثرها أكبر بكثير من الصواريخ اليمنية واللبنانية» تقول السيدة الفلسطينية، خلال حديثها مع القاهرة 24، مشيرة إلى افتقار المناطق العربية بالداخل المحتل إلى وجود الملاجئ أسوة بالجانب الإسرائيلي التي يفرون عليها للاحتماء بها.

لم تجد عائشة وسيلة حماية خلال تلك الأيام إلا بمكوثها في غرفة تظن أنها أكثر أمنًا وأمانًا بمنزلها وهي بيت الدرج وبالأصل غير آمنة على حد قولها، حيث تفصل بينها وبين أقرب ملجأ إلى منزلها نحو 5 دقائق مشيًا على الأقدام، وتلك الدقائق غير مسعفة وآمنة للخروج له وقت صفارات الإنذار.

وبلكنتها الفلسطينية، تضيف: «لا يوجد توزيع عادل في إقامة الملاجئ بينا وبينهم.. الملاجئ الموجودة صغيرة الحجم جدًا، غير كافية نهائيًا لاستيعاب السكان، ولا مقارنة بينها وبين ملاجئ الصهاينة مثلًا مدينة كرمئيل وحدها فيها 131 ملجأ متنقل غير الملاجئ اللي بالمدارس والمؤسسات العامة، ليصل العدد لديهم إلى المئات، وعدد سكانها 47 ألف نسمة أما طمرة 37 ألف نسمة فيها 19 ملجأ متنقل فقط مع المدارس يصل عددهم إلى 35 ملجأ ومساحتها تكون صغيرة جدا وضيقة لا تسع الناس.. الفارق كتير واضح وملموس بينا وبين المدن اليهودية، أصغر مدينة يسكنها المحتلون وضعها أفضل من حالنا».

21 % من سكان الأراضي المحتلة

حسب آخر الإحصائيات، يقدر عدد عرب 48 أو فلسطينيي الداخل في إسرائيل بنحو 2،114،000 شخص، من أصل تعداد السكان البالغ 10 ملايين و94 ألف نسمة، ويمثلون تقريبًا 21% من سكان الأراضي المحتلة.

602.png

ترجع عائشة قلة وجود الملاجئ في المدن العربية إلى السياسة المتبعة من الاحتلال بتطفيش الفلسطينيين من أراضيهم والتضييق في الحصول على تراخيص البناء، حيث يمنع وجود ملجئ في المنزل الغير مرخص، ونحو 30 % فقط من منازل العرب مرخصة، وهي التي يوجد فيها ملاجئ، مما يشكل خطورة كبيرة على حياة العرب.

 تواجه 70 ألف وحدة سكنية عربية خطر الهدم بدعوى البناء دون ترخيص، ولا تملك 70% من العائلات العربية أرضا للبناء عليها، كما تفتقر البلدات العربية إلى الخرائط الهيكلية وتوسيع مسطحات البناء، علما أن 42% من البلدات العربية تعتمد على خرائط هيكلية صودق عليها في سبعينيات القرن الماضي وتم تحديثها في الثمانينيات من القرن نفسه، وفقًا للتقارير الحقوقية.

إسلام خلاف
إسلام خلاف

الرأي نفسه يتفق فيه إسلام خلف، مع عائشة الكايد، حيث يعد الحصول على تصريح لبناء المنازل بالداخل المختل شبه مستحيل في ظل وجود الاحتلال، مما يجعل عرب 48 يلجأون إلى بناء منازلهم دون الحصول على ترخيص، وفي تلك الحالة يكون معروف لدى إسرائيل بأن تلك المنطقة لا توجد فيها منازل أو سكان، فيسمح لسقوط صواريخ القبة الحديدة في تلك المنطقة.

يصف الشاب الذي يزحف نحو الـ 34 ربيعًا من عمره، الوضع الآن بالداخل المحتل بـ الصعب جدًا، على الرغم من عيشه بعيدًا عن تل أبيب وحيفا، ولكن أهل الداخل الفلسطيني بكل لحظة من الممكن أن يتعرضوا لقصف إما من صاروخ إيراني أو من صواريخ القبة الحديدية.

وعن سبل الحماية، يقول عنها إسلام إنها معدومة، موضحًا: بنفوت على غرف نعتقد أنها صعب يوصل الها صواريخ.. ولكن واقعًا مفيش أي سبل للحماية، قبل أيام عائلة كاملة استشهدت بطمرة وهم داخل ملاجئ المنزل، أما من جهة الملاجئ العامة لا يوجد أي ملجأ حرفيا بينما بجانب البلدة هنالك مستوطنة عدد سكانها لا يزيد عن 1150 مستوطنا يهوديا فيها 13 ملجأ عاما وكل بيت بداخله ملجأ مزود بكل طرق الحماية.

نحو %46 ممن في إسرائيل ويعيشون دون مساحات آمنة هم من الفلسطينيون، رغم أنهم لا يشكلون سوى نحو 20% من مجموع السكان، وفقًا لمركز إنجاز لتطوير السلطات المحلية العربية.

تمر ساعات الليل على أهالي الداخل المحتل في رعب، والذي يصفها الشاب الفلسطيني بالساعات الصعبة بالألف والمليون المرة، لشدة القصف الإيراني فيها، حيث يختلف الوضع مع الصواريخ الإيرانية تمامًا؛ فهي حرب تقودها إسرائيل دولة مقابل دولة، وليست مع حركات مقاومة وأحزاب كما جرت العادة.

ويتابع: صواريخ القبة الحديدية مرعبة تمامًا كأي صاروخ آخر، صحيح أنها ليست مثل صاروخ إيراني، لكن في البلدات العربية هناك الآلاف من البيوت غير المرخصة بمثل هذه الحالة يكون معروف لدى جيش الاحتلال أن هذه المنطقة لا توجد بها منازل ليسمح بسقوط الصاروخ فيها، وحدث ذلك وتسببت في قتل عرب منا ومسلمين، وأصيب آخرون بإصابات أدت إلى بتر أجزاء من أجسادهم.

وفقًا لمؤسسة الدراسات الفلسطينية، يمثل المسلمون الغالبية العظمى بين عرب 48، بنسبة تصل إلى 80% فيما تصل نسبة المسيحيين إلى 11%، وتتراوح بقية النسبة بين الدروز والشركس.

أرض الرباط 

يتمسك إسلام بأرض أجداده ويرفض هجرانها حتى آخر نفس، على الرغم من كل ما يمر به وما مر به آباؤه وأجداده وما سيمر فيه أولاده، مردفًا: أعوذ بالله من الهجرة، حتى أي شخص أسمعه بيقول نهاجر أول كلمة بقولها إنه حتى بدون حرب وتعب إحنا مناخذ حسنات ع الرباط بهذه الأرض، هادا موطن نفسي وزوجتي.. لنموت بهاي الأرض دفعنا تعب كثير طبعًا لا يقارن بأهل غزة لكن المهم ما نهاجر ونتركها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق