الإثنين 16/يونيو/2025 - 10:31 م
أضف للمفضلة
شارك شارك
أظن أن طول أمد الحرب القائمة حاليا بين إسرائيل وإيران لن يكون في صالح الأخيرة، فبالرغم من أن الواقع يعكس تعادل كفتي طرفي الصراع في إدارة المعركة حتى الآن، فإن احتمال رجحان الكفة لصالح إسرائيل كبير جدا، وذلك لعدة عوامل:
1- الوضع الاقتصادي السيئ لإيران جراء العقوبات المتكررة عليها منذ أكثر من 4 عقود، ولعل سوء الحالة الاقتصادية للإيرانيين وراء ضعف الشخصيات الإيرانية أمام مغريات العمالة والجاسوسية بشكل بدت فداحته في دقة الأهداف التي أصابتها إسرائيل في ضربتها الأولى.
2- أن هذه الحرب تتم بتواطؤ أمريكي، وإن زعمت أمريكا عدم مشاركتها فيها، فإن اعترافها بعلمها المسبق بالهجوم الإسرائيلي وأنها رفضت عرضا إسرائيليا باغتيال المرشد الإيراني نفسه؛ يفضح تناقضاتها، كما أن تهديدها بالتدخل الصريح إن ضربت إيران شيئا من مصالحها، قد يدفع إسرائيل لمهاجمة إحدى القواعد الأمريكية في الدول المجاورة لإيران ولصْق الفعل بإيران، وقد يتم ذلك بتواطؤ مع الإدارة الأمريكية لتمرير قرار من الكونجرس يسوغ التدخل الأمريكي الرسمي في الحرب، ولعل تحريكها حاملة الطائرات إلى الشرق الأوسط ضمن استعداداتها لتنفيذ ذلك السيناريو.
3- الأهمية الاستراتيجية لإسرائيل بالنسبة للدول الأوربية كبيرة جدًّا، وهو ما يجعلها حريصة جدا على بقائها، ولن تتأخر عن نجدة إسرائيل إذا أحست أن وجودها يتعرض لتهديد حقيقي، وعندئذ ستكون القوة الإيرانية قد استُنزف جزء كبير منها، وستكون مساندة الأوروبيين لإسرائيل أشد صراحة من مساندتهم لأوكرانيا، لأن خصم أوكرانيا يهدد باستخدام النووي المؤكد حيازته له، أما إيران فهي لم تصل بعد إلى نهاية مشوارها النووي، ولعل التهديد الذي نقله بوتين إلى النظام الإيراني بأنه مهدد بالزوال؛ يكشف عن اطلاعه على حجم الاستعداد الأمريكي والغربي لهذه الحرب.
وإذ تجد إسرائيل الدعم العملي من مؤيديها، فإن إيران لن تنال من مؤيديها سوى الدعم اللفظي المتمثل في الشجب والإدانة، وهو ما لا يجديها نفعًا إن تعرضت للتدمير إذا اجتمعت عليها إسرائيل وأمريكا والغرب.
كل هذه الأسباب، تجعل إيران_ وإن قدمت أداء مشرفا أمام العدوان الإسرائيلي الغاشم- حريصة على عدم التخلي عن المسار الدبلوماسي، حتى لا تبعد كثيرًا عن العمل وفق فن الممكن، وهو التطبيق الحقيقي لمفهوم السياسة.
0 تعليق