الثلاثاء 10/يونيو/2025 - 04:02 ص
أضف للمفضلة
شارك شارك
رصد القاهرة 24 صور لـ عين المياه الأثرية بدير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، والتى تقع في قلب صحراء البحر الأحمر الجافة، وعلى بُعد نحو 155 كيلومترًا جنوب مدينة الزعفرانة.
عين لا تنضب في قلب الصحراء
تقع العين الأثرية داخل حدود دير الأنبا بولا، في منطقة جبلية وعرة، وتعد مصدر المياه الوحيد الذي اعتمد عليه الرهبان والزوار لقرون طويلة، وما يثير الدهشة أن هذه العين، التي يظنها البعض بسيطة، ما تزال تتدفق حتى اليوم، رغم الجفاف الذي يضرب المنطقة وقساوة البيئة الصحراوية المحيطة بها.
والعين محاطة بجدران حجرية قديمة، بناها الرهبان على مرّ العصور لحمايتها من الزحف الرملي، وكي تُحافظ على نقاء الماء وصفائه، وكانت العين نفسها كانت تسقي الأنبا بولا، الذي عاش في مغارته أكثر من 90 عامًا دون أن يراه أحد من البشر، سوى القديس أنطونيوس في أواخر حياته.
وجهة للزوار والحجاج
رغم بعدها وصعوبة الوصول إليها، فإن العين الأثرية أصبحت مقصدًا للزائرين والحجاج من داخل مصر وخارجها، خاصة أولئك الذين يسلكون طريق الأديرة القديمة في الصعيد وسيناء، ويمر الزائرون بالعين، ويغتسلون منها رمزًا للنقاء والتجدد الروحي، وقد يحمل بعضهم زجاجات صغيرة من مياهها كتذكار أو "بركة".
وعين المياه الأثرية في دير الأنبا بولا ليست مجرد نبع في صحراء، بل هي قصة حياة، وإيمان، وكرامة تاريخية في صمت الجبال، إنها دعوة للتأمل، بأن في عمق العزلة ما يروينا، ليس فقط بالماء، بل بما هو أسمى من الحياة اليومية: الإيمان، والسكينة، والدهشة أمام عجائب الله في خلقه.
0 تعليق