الأهرامات تتجدد.. مشروع بـ30 مليون دولار يغيّر ملامح تجربة الزائر - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة تاريخية لإعادة إحياء تجربة زيارة أحد أهم المعالم السياحية في العالم، أطلقت مصر مشروعًا شاملًا لتطوير هضبة الجيزة، حيث تقع الأهرامات الثلاثة وأبو الهول. هذا المشروع، الذي بلغت تكلفته 30 مليون دولار، يمثل أول محاولة متكاملة منذ عقود لتوفير بيئة منظمة تحترم قيمة الموقع، وتلبي توقعات الزوار العالميين، وتحدّ من الفوضى التي طالما رافقت الرحلة إلى الأهرامات.

ووفقًا لما نشرته وكالة بلومبيرغ، فإن هذا التحول يأتي بعد سنوات من التخطيط والتأخير، إذ وُقّع اتفاق الشراكة بين الحكومة المصرية وشركة "أوراسكوم بيراميدز إنترتينمنت" المملوكة للملياردير نجيب ساويرس في عام 2018، ويستعد المشروع لافتتاحه الرسمي في 3 يوليو/تموز 2025.

من الفوضى إلى التنظيم

أحد التغييرات المحورية -بحسب التقرير- تتمثل في نقل بوابة الدخول إلى "البوابة الكبرى" التي تقع على طريق سريع يبعد نحو 2.5 كيلومتر من موقع الأهرامات، مما ألغى الزحام السابق الناتج عن تسلل المركبات قرب المعالم الأثرية. ويمر الزوار بعد الدخول عبر قاعة عرض جديدة، قبل أن يصعدوا على متن حافلات حديثة من نوع "اصعد وانزل"، تنقلهم إلى الأهرامات وأبو الهول عبر مسارات منظمة ونقاط توقف مزودة بخدمات أساسية مثل مراحيض حديثة، متاجر مرخّصة للهدايا، ومقاهٍ مكيفة.

Tourists gather at the Pyramids of Giza, on the outskirts of Cairo, Egypt, October 26, 2023. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany REFILE - CORRECTING YEAR FROM
تجربة الزائرين تحسّنت بوضوح بعد إضافة مرافق خدمية أساسية مثل دورات المياه ومتاجر الهدايا والمقاهي الرسمية (رويترز)

كما أضيفت مطاعم راقية، على رأسها مطعم "خوفو" المطل على الهرم الأكبر، والذي يقدم نسخًا فاخرة من الأطباق المصرية التقليدية. وقد تم تصنيفه ضمن أفضل مطاعم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفق قائمة "وورلد 50 بست".

إعلان

تقول الزائرة الكندية ذات الأصول المصرية مريم الجوهري (37 عامًا)، التي زارت الموقع لأول مرة منذ 15 عامًا: "لم تكن تجربة ممتعة في الماضي، أما الآن فهي تشبه زيارة متحف عالمي".

خيول وجمال.. لكن بحذر

ولن تستفيد الشركة التي تدير المشروع من بيع التذاكر، إذ تحتفظ الحكومة المصرية بتلك العوائد، لكنها تعتمد على الجولات الخاصة، والرعايات، وتأجير المحلات والمطاعم داخل الموقع. وقال عمرو جزارين، رئيس مجلس إدارة "أوراسكوم بيراميدز"، إن التشغيل التجريبي الذي بدأ في أبريل/نيسان أتاح وقتًا لتحسين العمليات قبل التدشين الرسمي.

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة، أهمها تنظيم عمل الخيالة والباعة المتجولين الذين لطالما اشتكى منهم الزوار بسبب استغلالهم المتكرر للسياح، وطلب مبالغ إضافية في مواقف غير متوقعة. الجوهري نفسها روت أنها في زيارتها السابقة عام 2010 اضطرت إلى دفع رسوم إضافية فقط كي يُسمح للجمل بالجلوس وإنزالها. أما في زيارتها الأخيرة، فتجنبت تمامًا التعامل مع الخيالة.

ونقلت السلطات المصرية هؤلاء إلى منطقة معزولة، لكن البعض منهم لا يزال يحاول العودة إلى المداخل القديمة. ويؤكد جزارين أن الأمر "يحتاج إلى وقت وضبط تدريجي حتى نضمن تطبيق القانون والراحة للزوار". وأضاف بأسف: "الناس كانوا يخشون زيارة الأهرامات بسبب هذا السلوك".

نحو 30 مليون زائر سنويًا

وعلى الرغم من كل هذه التحسينات، لا تزال أعداد الزوار دون المستوى المأمول، حيث بلغ عددهم في 2024 نحو 2.5 مليون شخص، نصفهم من المصريين، مقارنةً بـ12 مليون زائر للكولوسيوم في روما عام 2023.

Egypt's Minister of Tourism Ahmed Issa and U.S. first lady Jill Biden visit the historical site of the Giza Pyramids on the outskirts of Cairo, Egypt June 3, 2023. Khaled Desouki/Pool via REUTERS
عدد زوار الأهرامات السنوي لا يزال منخفضًا نسبيًا مقارنةً بالمواقع التاريخية المماثلة مثل الكولوسيوم في روما (رويترز)

وتشير وزارة السياحة إلى أن عدد الزوار ارتفع بنسبة 24% في أبريل/نيسان 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، رغم صعوبة قياس تأثير المشروع وحده بسبب الارتفاع العام في معدلات السفر إلى مصر.

إعلان

جزارين قال بوضوح: "من غير المقبول أن أهم نصب أثري في العالم لا يستقطب سوى مليون سائح أجنبي سنويًا، نطمح لأن نصل لأضعاف هذا الرقم". ويرى أن التحديات الإقليمية مثل النزاعات في المنطقة قد تؤثر على السياحة، لكن المؤشرات تبقى إيجابية مع افتتاح المتحف المصري الكبير القريب والذي تبلغ كلفته مليار دولار.

وفي النهاية، تعوّل مصر على هذه المشاريع في إحداث نقلة نوعية في موقع الأهرامات، ليس فقط للحفاظ على إرث عمره 4600 عام، بل أيضًا لجعل هذا الإرث مصدرًا متجددًا للعائدات السياحية والنمو الاقتصادي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق