الإمام محمد الباقر (عليه السلام).. باقر العلم - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الثلاثاء 29/يوليو/2025 - 01:22 م 7/29/2025 1:22:26 PM

الإمام محمد الباقر هو خامس أئمة أهل البيت (ع) بعد رسول الله محمد ﷺ، عاش في فترة مليئة بالتغيرات السياسية والاجتماعية، وتميزت حياته بالعلم والمعرفة والهدوء والحكمة.
نسبه الشريف:
الأب: الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، رابع الأئمة.
الأم: السيدة فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام).
فهو أول إمام من نسل الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام).
مولده:
وُلد في المدينة المنورة يوم 1 رجب سنة 57هـ.
نشأ وترعرع في بيت النبوة حيث جمع بين العلم السماوي والعلم الدنيوي.
ملامح من حياته:
روى جابر بن عبدالله الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "يا جابر، ستدرك رجلًا من ولدي اسمه اسمي، يبقر العلم بقرًا". وعندما التقى جابر بالإمام محمد الباقر عليه السلام، أبلغه سلام النبي صلى الله عليه وآله وقال له: "أنت الباقر حقًا، أنت الذي تبقر العلم بقرًا". 
عايش الإمام الباقر (ع) خمسة من خلفاء بني أمية (من يزيد بن معاوية إلى هشام بن عبد الملك)، شهد مرحلة الركود السياسي الذي أعقب ثورة كربلاء.
ركز جهده على بناء الوعي الإسلامي من خلال تدريس الفقه، الحديث، التفسير، علوم العقيدة، والآداب الإسلامية.
عُرف بلقب (الباقر) لأنه بقر العلم أي شقّه واستخرج خفاياه وأصوله.
من أقوال الإمام محمد الباقر (عليه السلام):
الإمام الباقر ترك تراثًا ضخمًا من الحكم والمواعظ والأحاديث التي تغذي العقل والروح، إليك مجموعة من أروع كلماته:
في التوحيد والإيمان:
«لا يُقبل عمل إلا بمعرفة، ولا معرفة إلا بعمل، ومن عرف دلته معرفته على العمل».
«كمال الدين ولايتنا، وبراءة من عدونا، والتسليم لأمرنا».
في الأخلاق:
«ثلاث لا يُعرفون إلا في ثلاثة مواطن: الحليم عند الغضب، والشجاع عند الحرب، والأخ عند الحاجة».
«أعظم الناس حسرة يوم القيامة، رجل وصف عدلًا ثم خالفه إلى غيره».
في التعامل مع الآخرين:
«من حسُن بره بأهله زاد الله في عمره».
«البخيل من بخل بالسلام».
«من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم، فقد خرج من الإسلام».
في العمل والجهد:
«من طلب الرزق في الدنيا استعفافًا عن الناس، وسعيًا على عياله، وتعطفًا على جاره، لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر».
«إياك والكسل والضجر، فإنهما مفتاح كل شر».
في طلب العلم:
«تعلموا العلم، فإن تعلمه حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة به تسبيح، والعمل به جهاد».
«العالم كالسراج يُضيء لأهل الدنيا».
منهجه الفقهي والعلمي:
الإمام الباقر قام بتأسيس اللبنة الأساسية للمدرسة الفقهية لشيعة أهل البيت وركز على تحصين الأمة من الجهل والخرافات وأعاد للمجتمع فهم الإسلام الحقيقي.
دُوِّنت عنه آلاف الأحاديث الفقهية التي تتعلق ب: 
أصول العبادات (الصلاة، الصيام، الزكاة، الحج).
المعاملات (البيع، الإجارة، الميراث).
العلاقات الاجتماعية (الأخلاق، صلة الرحم، الحث على العمل).
من تلامذته وعلمائه:
الإمام جعفر الصادق (ابنه وخليفته).
زرارة بن أعين (من أشهر الفقهاء).
جابر بن يزيد الجعفي (راوية علوم الباقر).
أبان بن تغلب (من مشاهير الفقهاء والرواة).
موقفه من الحكم الأموي:
الإمام الباقر (عليه السلام) لم يكن منخرطًا في الثورات المسلحة، لكنه قاوم الانحراف الفكري والسياسي من خلال نشر العلم وتربية جيل من العلماء المخلصين، وكان واضحًا في رفضه للظلم والطغيان: «كل راية تُرفع قبل قيام القائم (المهدي المنتظر) فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله».
وصايا الباقر (عليه السلام ):
وصيته لجابر الجعفي:
«يا جابر! أوصيك بخمس: إن ظُلمت فلا تظلم، وإن خانوك فلا تخن، وإن كذبت فلا تغضب، وإن مدحت فلا تفرح، وإن ذُممت فلا تحزن، وفكر فيما قيل فيك فإن عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله أعظم».
وفاته:
تُوفي مسمومًا بأمر من هشام بن عبد الملك الأموي سنة 114هـ ودفن في البقيع بجوار أبيه وجده الحسن المجتبى (عليه السلام).
ولذلك يعد الإمام محمد الباقر (عليه السلام) هو إمام العلم والفكر الإسلامي الأصيل، ترك للأمة منهجًا متكاملًا في الدين والحياة، وعُرف بالحكمة البالغة والروحانية العميقة. حياته كانت عنوانًا للعلم، وفاته كانت بداية لثورة علمية كبرى على يد ولده الإمام جعفر الصادق.
يا ابن الذي بلسانه وبيانه.. هدي الانام ونزل التنزيل
عن فضله نطق الكتاب وبشرت.. بقدومه التوراة والانجيل
لولا انقطاع الوحي بعـد محمد.. قلنا: محمد من أبيه بديل
هو مثله في الفضل إلا إنه.. لم يأتـه برسالة جــبريل
فصلوات الله وسلامه على سيدنا محمد وآله الطاهرين واصحابه الأخيار المنتجبين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق