الحقيقة المُرّة.. عن زمن الفهلوة وضياع قيمة الاجتهاد - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 24/يوليو/2025 - 10:32 م

أضف للمفضلة

شارك شارك

الحديث المتداول بأن من نجح بالغش في الثانوية العامة وحصل على مجموع مرتفع سوف يفشل حتمًا في الجامعة، ليس إلا محاولة لطمأنة النفس، وللتقليل من وقع الظلم على المجتهدين. 

نردده كثيرًا وكأننا نحتاج تصديق أن الغشاش سينكشف عاجلًا أو آجلًا، وأن العدالة مؤجلة ولكنها آتية لا محالة. والحقيقة، يا سادة، أن ذلك ليس استثناءً بل أصبح هو القاعدة.

هؤلاء الذين قفزوا فوق القيم وضحكوا على النظام، سينهون المرحلة الجامعية كما أنهوا الثانوية، لأن الفهلوة والغش ليست مجرد أفعال عابرة، بل أصبحت أسلوب حياة وثقافة متجذرة.. ولا عزاء لمن اجتهد، وصدق أن الكفاح سيضعه في مكانة أعلى، وأن الالتزام طريق النجاح.

معذرة، ويؤسفني أن أقولها بوضوح: ليس هذا زمنه، نحن في زمن "فتح عينك تاكل ملبن"، و"شخلل علشان تعدي" حيث يجني كثير من المحتالين ثمارًا لم يزرعوها، ويسبقون المجتهدين بخطوات فقط لأنهم استطاعوا الوصول بالطرق المتاحة واستخدموا كل السبل غير المشروعة ووجدوا من يأخذ بأيديهم بما يتم الاتفاق عليه من مقابل مادي أو أشياء أخرى بحسب النوع.

إنها حقيقة مؤلمة، لكنها ضرورية الإدراك. 

كل من تربى على القيم وآمن بها لا بد أن يعي هذا الواقع كي يستطيع التعامل معه، لا من باب الاستسلام، بل من باب الفهم الواعي.

قد يتساءل البعض: وهل التغيير ممكن؟

نعم، بل أسهل مما نتصور، إذا توفر الإرادة الحقيقية، وعندما نعيد بناء منظومة جادة صارمة تُكافئ الاستحقاق وتُحاسب التلاعب بمنتهى الحزم والحسم والشدة في العقوبة.. فمن أمن العقاب أساء الأدب.

وإلى أن يتحقق هذا التغيير، ليس من الأمانة أن نطالب المجتهدين بأن يثبتوا مكانهم، بينما المحتالون يركضون نحو كل ما يحلمون به. 

بل علينا أن نوجههم إلى التمسك بقيمهم، مع فهم أدوات العصر واستخدامها بما لا يخل بالمبادئ. فلا بأس من الذكاء المشروع، ولا عيب في اجتهاد يعرف كيف ينافس، لكن دون أن يتخلى عن جوهره.

نعم، هو صراع أبدي بين الفضيلة والرذيلة. وسوف يستمر.

لكن ما يهم هو: أيهما يسود؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق