أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتجدد الانفجارات، مساء الخميس، في الموقع ذاته الذي شهد سلسلة تفجيرات عنيفة صباح اليوم، في منطقة معرة مصرين بـريف إدلب الشمالي، نتيجة انفجارات متتالية داخل مستودعات ذخيرة.
وكان المرصد قد أشار في وقت سابق إلى أن الانفجارات وقعت داخل مستودع أسلحة وذخيرة تابع لـ"الحزب الإسلامي التركستاني"، قرب بلدتي الفوعة وصرين، وأسفرت عن مقتل 12 شخصًا، بينهم سيدة وطفل، وشخصان مجهولا الهوية، في حصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع، نظرًا لوجود أكثر من 107 إصابة في صفوف المدنيين، بعضهم في حالات حرجة.
وأشار المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له، ويعتمد على شبكة مصادر ميدانية داخل سوريا، إلى ورود معلومات عن سقوط قتلى وجرحى من حملة الجنسية التركستانية، وسط تعتيم متعمد حول مصيرهم، وفق تعبيره.
استنفار في المشافي ومناشدات للتبرع بالدم
بالتزامن مع الانفجارات، أُطلقت مناشدات عاجلة من داخل مشافي إدلب تطالب المواطنين بالتبرع بالدم لإنقاذ المصابين، فيما تواصل فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) جهودها لانتشال الجثث من تحت الأنقاض وسط استنفار واسع لفرق الإسعاف والأجهزة الأمنية، وانتشار أمني مكثف في محيط الحادث.
وسادت حالة من الذعر بين المدنيين، خاصة مع قرب موقع الانفجار من مخيمات للنازحين تضم عائلات فرت من مناطق القتال المختلفة، ما أثار مخاوف من توسع دائرة الأضرار الإنسانية.
وكانت تقارير أولية قد نقلت عن مسؤولين سوريين مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات في الانفجار الذي وقع صباح الخميس، بحسب ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس"، دون أن يُصدر أي بيان رسمي يوضح أسباب الحادث أو ملابساته حتى الآن.
وفي بيان منفصل، أكدت الخوذ البيضاء أن فرق الإنقاذ انتشلت ست جثث على الأقل من موقع الانفجار، مشيرة إلى أن الأرقام مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث.
من جانبه، قال وزير الطوارئ والكوارث السوري، رائد الصالح، عبر منشور على منصة "إكس"، إن الفرق تعمل على نقل الجرحى والضحايا رغم استمرار الانفجارات المتكررة في المنطقة، ما يعيق الاستجابة السريعة.
أكثر من 140 مصابًا ومخاوف من انفجارات جديدة
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، نقلًا عن مسؤولين صحيين، بأن 140 شخصًا أصيبوا بجروح، إلى جانب القتلى الستة، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة الإصابات أو الوضع الصحي للضحايا.
ولا تزال الملابسات الكاملة للانفجار غير واضحة، في ظل غياب موقف رسمي من الحكومة السورية، بينما تشير المعطيات الأولية إلى أن المستودع المتفجر كان يحتوي على كميات كبيرة من الذخيرة والمتفجرات المخزنة في ظروف غير آمنة.
ويُعد الحزب الإسلامي التركستاني جماعة متشددة تنشط في مناطق شمال غرب سوريا، وتضم مقاتلين من أقلية الأويجور الصينية الذين التحقوا بجبهات القتال في سوريا خلال السنوات الماضية، بهدف محاربة نظام الرئيس السابق بشار الأسد. وتُتهم الجماعة بامتلاك مستودعات أسلحة ضخمة في مناطق مأهولة بالسكان والنازحين.
0 تعليق