قال الدكتور سعد خلف، الباحث في الشئون الروسية، إن الكرملين يدرك جيدًا أن الجولة الثالثة من المفاوضات مع الجانب الأوكراني لن تفضي إلى أي نتائج، لكنه بحاجة إلى عقد هذه الجولة لتبرير موقفه أمام العواصم التي لا تزال تتبنى مواقف حيادية، ولإظهار استعداده للتفاوض، وأنه لا يرفض مبدأ الحوار.
وأوضح خلف، خلال تصريحاته لقناة “إكسترا نيوز”، أن المذكرة التي قدمها الوفد الأوكراني، والتي سلمت للجانب الروسي في الجولة الثانية من المفاوضات التي عقدت في تركيا، تعد مذكرة صفرية، لأنها تتضمن مطالب لن يقبل بها الكرملين، مشيرًا إلى أن المذكرة الروسية لا تعكس أي تغيير في موقف موسكو، لا من الناحية السياسية ولا العسكرية.
وأشار إلى أن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا تشهد تصعيدًا في الأيام الحالية، مع تكثيف الهجمات الروسية بالطائرات والمسيرات، وكذلك تصاعد الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على العاصمة موسكو، ما يؤدي إلى إغلاق المطارات وتكبيد شركات الطيران الروسية خسائر مالية كبيرة لن تكون قادرة على تحملها.
الموقف السياسي الروسي لن يتغير
وأكد أن الموقف السياسي الروسي لن يتغير، وأن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد للتفاوض، بشرط أن يأتي هذا التفاوض ضمن الحد الأدنى من المطالب الروسية، انطلاقًا من المذكرة الروسية، التي تنص على عدة نقاط رئيسية، أبرزها حياد أوكرانيا، وتوقيع وثيقة ملزمة بعدم انضمامها إلى حلف الناتو، وإقرارها بسيطرة روسيا على المناطق الأربع داخل أوكرانيا، والاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا بحكم الواقع والقانون.
وتابع، أن من ضمن الشروط وقف الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، إضافة إلى مطلب آخر يمكن التغاضي عنه، وهو مطالبة روسيا بإجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا، بحيث تكون هناك سلطات شرعية يمكنها التفاوض مع روسيا.
0 تعليق