هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسوا بشرا - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أمام تداخل الواقعية مع الخيال، وتشابك المشاعر الإنسانية بأصوات الكائنات الأخرى، يطل علينا طيف من الأفلام التي توحد بين الفكري والعاطفي، بين ما هو مرئي وما هو محسوس. تنقلنا هذه الأعمال إلى عوالم شديدة التنوع، لكنها تلتقي جميعها عند مفترق الطرق الذي يجمع الفن بالوجدان.

وفي عالم يفيض بالتقنيات والقصص المستنسخة، يندر أن تخرج إلى النور أعمال سينمائية تنجح في لمس الجوهر الإنساني ببساطة وصدق. هذا ما تحققه بعض الأفلام التي اختارت أن تروى من منظور غير اعتيادي، حيث تتجلى أمامنا دراما الوفاء، وملاحم الحب غير المشروط، في مشاهد لا تكتفي بالإمتاع البصري بل تحفز التفكير وتتحدى المسلمات.

سواء كنا برفقة كلب يبحث عن غايته، أو روبوت يتلمس مشاعر الأمومة، فإن كل عمل من هذه الأفلام يشكل مرآة لما هو إنساني فينا عبر مخلوقات غير بشرية.

هدف الكلب

من الأعمال الواقعية نبدأ بفيلم "هدف الكلب" (A Dog’s Purpose) المقتبس من رواية بالاسم نفسه، تحكي عن جرو يعيش بالخمسينيات ويشغله معرفة الغرض الحقيقي خلف وجوده في الحياة، لكن الجديد أن مع وفاته تنتقل روحه إلى جسد كلب آخر ينتمي لزمن وعائلة آخرين مع ذلك يظل التساؤل نفسه مطروحا، وهكذا نشاهد سلسلة من الكلاب على مر الأزمنة جميعهم يبحثون عن هدف ما.

العمل يمزج بين الدراما العائلية والكوميديا الخفيفة والعاطفة، ويقدم تأملات فلسفية حول الحياة من منظور حيوان أليف مما أسبغ على الحكاية طابعا مميزا وإنسانيا.

من أبرز عناصر القوة في الفيلم الأداء الصوتي من جوش غاد الذي أضفى روحا مرحة وعاطفية على شخصية الكلب، وساعد على خلق رابطة وجدانية بين الجمهور والبطل غير التقليدي، والتصوير السينمائي الذي كان دافئا ومناسبا للأجواء العائلية، مع لقطات طبيعية خلابة أضافت عمقا بصريا.

كما أن الموسيقى التصويرية جاءت متناغمة مع التحولات العاطفية في الحبكة، مما جعل الفيلم تجربة مؤثرة تمس القلوب، خصوصا لمحبي الحيوانات. ومع أن البطل الأصلي بالفيلم هو الكلب فإنه حظى بجماهيرية عريضة، وهو ما شجع صانعيه على تقديم جزء ثان بعنوان "رحلة كلب" (A Dog’s Journey).

إعلان

" frameborder="0">

وفاء لن يتكرر

الفيلم التالي لا يصلح للمشاهدة سوى مرة واحدة فقط لشدة تأثيره، فيلم "هاتشي: حكاية كلب" (Hachi: A Dog’s Tale) الذي صدرت النسخة الأميركية منه عام 2009 ولعب بطولتها النجم ريتشارد جير، لكن الأهم أنها مقتبسة عن قصة حقيقية جرت في اليابان. العمل يحكي عن أستاذ جامعي يظهر بحياته كلب صغير فجأة ورغم محاولاته التخلص منه يتمسك به الكلب، يقتنيه البطل. مع الوقت يعتاد "هاتشيكو" الذهاب برفقة صاحبه حتى محطة القطار كل صباح، ويعاود الرجوع بمفرده للمحطة مساء انتظارا لصاحبه لحين رجوعه من عمله في البلدة الأخرى.

ثم ذات نهار يتوفى البطل في مقر عمله فما يكون من الكلب إلا أن يظل منتظرا عودته طوال 9 سنوات في المكان نفسه، الأمر الذي يجعله مادة للصحافة وتعاطف السكان الأصليين للبلدة، ومع وفاة الكلب وتكريما لوفائه ينصب له تمثالا أمام المحطة ويصبح أحد أشهر معالم طوكيو التذكارية.

موفاسا يتحدى التقييمات السلبية

من الأفلام الحية نرشح فيلم "موفاسا" (Mufasa: The Lion King) الذي يحاول الإجابة عن تساؤلات طرحها أبناء الثمانينيات والتسعينيات على أنفسهم لدى مشاهدة نسخة الرسوم المتحركة الأصلية من "الأسد الملك"، كما أنه يناسب الأجيال الجديدة المحبة للمؤثرات البصرية ومن شاهدوا النسخة الحية من "الأسد الملك" التي عرضت في 2019.

ينتمي العمل لفئة "بريكول" -يروي أحداث سابقة- كما أنه يعرض أحداثا تجري بالحاضر أيضا في خطين دراميين متوازيين، إذ نشهد خلاله الرابط الحقيقي الذي جمع بين موفاسا وسكار وكيف نشأت العداوة بينهما وهو ما يروى عبر قصة كثيرة الشجون، كذلك نشهد تاريخ شخصيات أخرى في أرض العزة.

حاز العمل على تقييمات متفاوتة لكنه بالوقت نفسه جاء أفضل من التوقعات واحتل المرتبة السادسة ضمن الأعمال الأكثر ربحا لعام 2024 بإيرادات بلغت 723 مليون دولار. يمتاز الفيلم بجودة بصرية فائقة تعكس تطور تقنيات التحريك الحاسوبي (CGI)، حيث قدمت البيئات الطبيعية والحيوانات بتفاصيل مدهشة جعلت من التجربة السينمائية رحلة بصرية ساحرة.

في حين أضفت الموسيقى التصويرية عمقا عاطفيا وأعادت الروح الملحمية لسلسلة الأسد الملك، خصوصا مع مشاركة هانز زيمر في التلحين. ونجح الأداء الصوتي بإضافة طبقات إنسانية للشخصيات، مع أداء مميز أظهر تطور موفاسا من شبل يافع إلى ملك حكيم.

مغامرة مميزة بصريا

من الأفلام الحية ننطلق إلى المحطة الأخيرة وأفلام الرسوم المتحركة التي صدرت حديثا، أولا مع فيلم "الهجرة" (Migration) الذي يسلط الضوء على ديناميكية العلاقات داخل الأسرة الواحدة وكيف تتغير مع خوض التجارب الثقيلة وتسمح لأصحابها إعادة اكتشاف أنفسهم وبعضهم بعضا.

يحكي العمل عن عائلة من البط يترأسها أب مفرط في الحماية جراء شعوره العميق بالخوف الذي يجعله لا يسمح لهم بالهجرة أبدا، وبسبب موجة عارمة من الاعتراض ورغبة باقي الأفراد بالرحيل يقرر أن يهاجروا أخيرا من نيو إنغلاند إلى جامايكا وهي الرحلة التي يمرون خلالها بالكثير.

إعلان

تميز العمل بالرسومات الملونة المفعمة بالحياة التي تبرز جمال الطبيعة والجزر الاستوائية، وقد استند المخرج بينجامين رينر على تجربته في الرسوم اليدوية مع الحفاظ على طابع ثلاثي الأبعاد مدروس ومعبر في ظل استخدام موسيقى تضفي عمقا وطابعا عاطفيا للمشاهد.

قد يكون العمل ذي حبكة بسيطة ورسالة متواضعة لكنه نجح باقتناص تقدير النقاد ومحبة الجمهور حد تحقيق إيرادات بلغت 300 مليون دولار.

الروبوت الذي أحبه الجميع

يغازل فيلم "الروبوت البري" (The Wild Robot) الذائقة الفنية للكبار وعيون وقلوب الصغار من إنتاج دريم ووركس أنيميشن، ومع ذلك نجح بمنافسة ديزني وبيكسار حتى أنه ترشح للأوسكار وغولدن غلوب وبافتا البريطانية ووصل إلى المرتبة الـ175 ضمن قائمة أفضل 250 فيلما بتاريخ السينما العالمية.

يبتعد العمل عن الكليشيه جملة وتفصيلا، وبالوقت نفسه يأتي على قدر من الحداثة، إذ تدور حبكته حول روبوت يضل طريقه إلى إحدى الغابات وبسبب حادث غير مقصود يجد نفسه مسؤولا عن فرخ إوز فقد عائلته وعليه تعليمه سبل العيش والطيران، وهو ما يجري عبر مغامرة شديدة الحميمية وسرعان ما تحتدم الأحداث حين يجد الروبوت نفسه ملاحقا من صانعيه وتحاول حيوانات الغابة حمايته.

" frameborder="0">

إذا كنتم ترغبون في مشاهدة فيض من اللوحات الفنية التي تنوعت بين ما يشبه أعمال مونيه وأعمال الفنان الياباني هاياو ميازاكي، فهذا الفيلم هو هدفكم لا محال، من بين إيجابيات الفيلم الأخرى الأداء الصوتي لبطلته لوبيتا نيونغو التي أجادت التعبير عن التصاعد التدريجي بمشاعر الروبوت بداية من الآلية المجوفة وصولا إلى الأمومة الجارفة، كذلك اتسم العمل بموسيقى تصويرية ناسبت مختلف الحالات الشعورية التي مر بها الأبطال.

الفيلم صنفه بعض النقاد الأفضل ضمن الرسوم المتحركة لعام 2024، وحقق 335 مليون دولار، ليصبح الرسوم المتحركة غير التكميلي الأعلى ربحا العام الماضي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق