يسعى الأردن إلى جذب المزيد من السياح من مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لاكتشاف المواقع التراثية المصنفة ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، والاستمتاع برحلة إلى قلب التاريخ والوقوف على المواقع والوجهات التي تنبض بالأصالة والجمال الفريد.
كما أن الموقع الجغرافي للأردن يعد ميزة إضافية، حيث يسهل الوصول إليه من دول الخليج، كما أن البلاد تقدم تجارب ثرية، سواء للرحلات القصيرة أو لقضاء عطلات نهاية الأسبوع، وتعد دول الخليج العربية من أكبر الأسواق المصدرة للسياح إلى الأردن.
وصممت هيئة تنشيط السياحة الأردنية إستراتيجية لتعكس الصورة الحقيقية للمنتج السياحي الأردني بوصفه وجهة متنوعة تجمع بين الثقافة والطبيعة والسياحة الدينية والمغامرات والترفيه وسياحة الأعمال والمؤتمرات والمعارض.

وتعمل الهيئة على استقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم، خاصة القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الانطلاق في رحلة استثنائية عبر الزمن، لاكتشاف 7 مواقع تراثية عالمية مدرجة ضمن قائمة اليونسكو، حيث تمتزج عراقة الأردن بحاضره المشرق، في تجربة فريدة من نوعها.
ويقول المدير العام لهيئة تنشيط السياحة الأردنية عبد الرزاق عربيات في بيان صحفي إن "المواقع السبعة المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو تمثل شهادة حية على التنوع الحضاري الذي شكّل هوية الأردن على مدى آلاف السنين".
الحقب الزمنية
وأضاف عربيات أن مواقع الأردن المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو تمثل نافذة فريدة على الحقب الزمنية التي صاغت تاريخ المنطقة، وأسهمت في تشكيل الأديان والثقافات في هذه البقعة التاريخية من العالم.
إعلان
كما تتميز هذه المواقع أيضا بمرافق حديثة تضمن للزوار تجربة لا تنسى، ليس فقط لما توفره من معارف قيّمة يقدمها المرشدون المتخصصون بفضل خيارات الإقامة الفاخرة في الفنادق أو المخيمات الصحراوية، وتنوع تجارب الطعام الأصيلة، مما يجعلها وجهة مثالية لزوار دول الخليج الباحثين عن تجارب ثرية وملهمة.

من البتراء المدينة الوردية التي تجسد عظمة الحضارات القديمة وتعد من أعظم وأغنى المواقع الأثرية في العالم، حيث تتناغم الهياكل المنحوتة في الصخر الرملي الأحمر مع مشهد طبيعي يخطف الأنفاس إلى وادي رم، حيث تمتد المناظر الطبيعية الخلابة التي شكلتها عوامل الزمن عبر ملايين السنين يعيش الزوار تجربة غامرة بين عجائب لا يطويها الزمن.
أيضا، يمكنهم التعرف على الشعوب التي مرت عبر هذه الأرض، تاركة وراءها إرثا ثقافيا وفنيا يعكس عبقرية الإنسان وإبداعه، فضلا عن الاستمتاع بالمشاهد الأخاذة التي صاغتها الطبيعة بأسلوبها الفريد.
تنوع طبيعي
وسيجد عشاق الطبيعة ما يبحثون عنه في الأردن، إذ تضم البلاد تنوعا مذهلا من المناظر والمعالم التي يسهل الوصول إليها، ليعيشوا تجربة لا مثيل لها في قلب التاريخ والجمال.

تبدأ الرحلة من البتراء المدينة العريقة الواقعة بين البحر الأحمر والبحر الميت، والتي تمتد جذورها إلى عصور ما قبل التاريخ.
كانت هذه العاصمة الصخرية للأنباط مركزا تجاريا نابضا بالحياة على طريق القوافل، حيث عبرتها سلع الشرق الثمينة من بخور الجزيرة العربية وحرير الصين وتوابل الهند خلال العصرين الهلنستي والروماني.
وتتميز البتراء بمعمارها المنحوت في الصخر وبممراتها الضيقة وأخاديدها الصخرية التي تمنحها طابعا ساحرا يأسر القلوب.

وادي رم
أما في جنوب الأردن فتمتد محمية وادي رم على مساحة 74 ألفا و200 هكتار، لتأسر الأنظار بمناظرها الطبيعية، والتي تشكلت بفعل عوامل الزمن على مدى أكثر من مليون عام.
هنا، يلتقي الزائر بتضاريس صحراوية مدهشة نحتتها الرياح والمياه في صخور الحجر الرملي القاري، لتروي قصة تطور جيولوجي لا يزال مستمرا في رسم ملامح هذا المشهد البديع.

تأخذنا الرحلة إلى قلب الأردن، حيث تزهو منطقة السلط بتلالها الثلاث المتقاربة التي احتضنت على مر الزمن مدينة زاخرة بالحياة والتاريخ، ولطالما كانت السلط مركزا تجاريا مزدهرا تميزت بتخطيطها العمراني المميز وبمبانيها المشيدة من الحجر الجيري الأصفر.
وخلال العقود الستة الأخيرة من الحكم العثماني استقطبت المدينة تجارا من نابلس وسوريا ولبنان، مما منحها طابعا اقتصاديا وثقافيا متنوعا لا يزال حاضرا في أزقتها وأحيائها العريقة.
إعلان
وفي الصحراء الأردنية يقف قصر عمرة شاهدا على عظمة الفن الإسلامي المبكر، ويعد اليوم واحدا من أروع مواقع التراث العالمي لليونسكو.

شيّد هذا القصر في أوائل القرن الثامن الميلادي بجوار وادي البطم، ليكون حصنا يضم حامية، وقصرا يجسد روعة العصر الأموي.
ويشتهر القصر بزخارفه الفريدة، ولا سيما جدارياته المزخرفة التي تزين قاعة الاستقبال والحمّامات، والتي تعد تحفة استثنائية في فنون العمارة الإسلامية المبكرة، مما يجعله محطة لا تفوّت لعشاق الفنون والثقافة.
الكنوز والأسرار
تظل منطقة أم الرصاص من أكثر المواقع الأثرية غموضا، إذ لم تُكشف بعد كل أسرارها المدفونة تحت الرمال، بدأ تاريخها كمعسكر للجيش الروماني، قبل أن تتحول إلى مدينة مزدهرة في القرن الخامس الميلادي.

واليوم، يدعو الموقع زواره إلى الغوص في أعماق التاريخ، ليروي لهم بعضا من ملامح العصرين الروماني والبيزنطي وبدايات العهد الإسلامي (من أواخر القرن الثالث إلى القرن التاسع الميلادي)، كما يضم الموقع 16 كنيسة لا تزال بعض أرضياتها الفسيفسائية تحتفظ برونقها الأصلي.
في قلب السهل البازلتي شمالي الأردن تتربع أم الجمال باعتبارها أحدث المواقع المدرجة إلى قائمة اليونسكو.
تتماهى المدينة الحديثة مع عمقها الأثري العريق محتضنة بين طياتها ما يقارب ألفي عام من التاريخ والثقافة، حيث تعاقبت عليها حضارات الأنباط والرومان والبيزنطيين والأمويين والمماليك والعثمانيين، وصولا إلى العصر الحديث.

ويمكن للزوار استكشاف أكثر من 150 معلما أثريا في أم الجمال محفوظا بعناية، تكشف عن روعة العمارة وأساليب الحياة القديمة التي ازدهرت في هذا الموقع الاستثنائي.
التاريخ الحي
لكل من يبحث عن تجربة روحية عميقة أو يتوق إلى الغوص في صفحات التاريخ الحي يعد موقع المعمودية (المغطس) من أبرز الوجهات التي لا تُفوّت.
يقع هذا الموقع المقدس على الضفة الشرقية لنهر الأردن على بعد 9 كيلومترات شمال البحر الميت.
ويحتضن هذا الموقع العريق منطقتين أثريتين مميزتين هما تل الخرار والمعروف أيضا باسم جبل مار إلياس (جبل النبي إيليا)، ومنطقة كنائس القديس يوحنا المعمدان القريبة من النهر.

كما تضم هذه البقعة المقدسة لدى المسيحيين كنائس ومعابد وأديرة وكهوفا استخدمها النُسّاك، إضافة إلى برك كانت تُستخدم في طقوس التعميد، مما يجعلها شاهدا خالدا على إحدى أقدس المحطات الدينية في التاريخ المسيحي.
,تتميز هذه المواقع بمرافق حديثة تضمن للزوار تجربة لا تنسى، ليس فقط لما توفره من معارف قيّمة يقدمها المرشدون المتخصصون، بل أيضا بفضل خيارات الإقامة الفاخرة في الفنادق أو المخيمات الصحراوية، وتنوع تجارب الطعام الأصيلة، مما يجعلها وجهة مناسبة لزوار دول الخليج الباحثين عن تجارب ملهمة.
ولمزيد من المعلومات بشأن مواقع الأردن المدرجة ضمن قائمة اليونسكو ومساعدتك في تخطيط رحلتك يرجى زيارة هيئة تنشيط السياحة في الأردن www.visitjordan.com
0 تعليق