في وقتٍ لا تزال فيه قيادة الدراجات البخارية حكرًا على الرجال في نظر البعض، خرجت ولاء زهير من هذا الإطار النمطي لتصبح أول سيدة مصرية تدرب الفتيات على قيادة "الأسكوتر" وتساعدهن في مواجهة التحرش والزحام بوسيلة آمنة وسريعة، بل وتحويل ذلك إلى مشروع مجتمعي ناجح.
ولاء زهير سيدة الأسكوتر
ولاء، أم لثلاثة أولاد، وموظفة تعمل بدوام كامل، وجدت في شغفها القديم بالدراجات البخارية فرصة لحياة جديدة وتقول: "أنا من زمان بحب صوت البايكس جدًا، وكان حلمي أشتري واحدة، بس انشغلت بالجواز والخلفة، وكان في رفض من الأهل، لحد ما قررت في وقت الكورونا أشتري سكوتر لنفسي."
في بداية الجائحة، وبينما كان الجميع يعاني من الإغلاق، لم تتوقف ولاء عند الحلم، بل حوّلته إلى مشروع، بدأت ترد على استفسارات أصدقائها عن كيفية شراء السكوتر والتدريب عليه، ثم أنشأت صفحة "سوق سكوتر" على فيسبوك، ومن هنا بدأت الرحلة.
حكاية أول مدربة سكوتر في مصر
الفكرة لاقت ترحيبًا واسعًا، خصوصًا من الفتيات اللواتي يبحثن عن وسيلة نقل آمنة بعيدًا عن مضايقات المواصلات العامة، تقول ولاء: "بدأت أعلم بنات زيي، علشان كل واحدة تحس بالحرية وتتنقل بأمان، وبعدين بدأ يجيي بنات عايزين يبقوا مدربات، وكمان شباب بيساعدوا في المحافظات."
اليوم، تدير ولاء شبكة من المدربين والمدربات في القاهرة، الإسكندرية، المنصورة، وحتى الصعيد، لتعليم قيادة الأسكوتر، وتؤكد أن المتدربات اللاتي لديهن خلفية في قيادة العجل يتدربن أسرع، لكن الأهم من المهارة هو الشجاعة والثقة بالنفس.
كيف قادت ولاء زهير البنات نحو الحرية بعجلتين
ولاء لا تسعى فقط لتعليم القيادة، بل لتغيير ثقافة مجتمعية قائلة"أنا عايزة البنات يبطلوا خوف، ويبصوا للسكوتر كوسيلة استقلال وأمان وأهم حاجة الأمان والتركيز، وعدم الاحتكاك بالناس علشان نتجنب الحوادث."
بهذا المشروع، لم تحقق ولاء فقط حلمها الشخصي، بل صنعت طريقًا لمئات الفتيات لاكتساب الثقة والسيطرة على حياتهن، عجلة بعجلة، وطريقًا بطريق.






0 تعليق