تعرّف على أبرز سيناريوهات مفاوضات غزة وتداعياتها - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نجحت الوساطة الإقليمية والدولية سابقا في ترتيب أكثر من هدنة في قطاع غزة وتبادل محدود للأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، دون أن يؤدي أي منها إلى وقف إطلاق نار دائم وتبادل شامل للأسرى.

هذه المرة تُعلن واشنطن أنها تدفع بهذا الاتجاه، وتبدو إسرائيل أقرب إلى مسار يفضي إلى هذه النتيجة وإن كانت تريده بشروطها. من الواضح أن مسار التفاوض ينطوي على مصالح ومخاوف أطرافه ومن المتوقع أن يكون إطارا ومسارا وليس اتفاقا مُحددا مكتملا، وقد يشمل مقايضات دولية وإقليمية لأكثر من طرف، ربما تقود إلى اتفاق أوسع.

ونشر مركز الجزيرة للدراسات ورقة تحليلية للباحث محمد هلسة بعنوان: "غزة وإسرائيل: المسار التفاوضي وتداعياته بعد الحرب على إيران"، تبحث المسار التفاوضي المتوقع، بين حماس وإسرائيل، والذي بدأت بوادره مع توقف الحرب الإسرائيلية على إيران، والأسس التي ستعتمدها الأطراف في مقاربة الاتفاق، وما الذي تسعى إليه، وما الذي يمكن أن يفضي إليه من خسائر ومكاسب للأطراف، وما التوقعات منه، وكيف ستكون تداعياته على غزة والقضية الفلسطينية.

" title="غزة">

ما تحديات اتفاق الإطار؟

في أعقاب الحرب الإسرائيلية على إيران، حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاستفادة من هذا "الزخم"، وأوفد مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، للحديث عن إمكان حدوث اختراق في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

قدّم الوسطاء مقترحا لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وافقت عليه إسرائيل سريعا. لاحقا، أعلنت حركة حماس أنها قدمت ردا إيجابيا على مقترح الوسطاء مُطالبة بتعديلات على مضمونه.

استمرت المفاوضات، وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن من أجل التباحث مع الإدارة الأميركية. ورغم ذلك، لا يزال الكثير من الألغام في الطريق نحو الصفقة، أبرزها:

  • من سيحدد قائمة الأسرى الإسرائيليين الذين سيُطلق سراحهم من الأسر؛ حيث الحديث عن 10 أحياء إسرائيليين و18 من الأموات؟
  • وفي المقابل، ما مفاتيح الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين؟ ومن سيحددها؟
  • كيف ستحل قضية إدخال المساعدات وآلياتها ووتيرتها؟
  • إلى أي خطوط سينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، خاصة مع مطالبة إسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على حوالي ثلث القطاع، بما في ذلك محور موراغ (ممر صوفا) بين مدينتي رفح وخان يونس؟
  • وأخيرا، ماذا عن ضمانات وقف الحرب؟ وحكم القطاع في اليوم التالي للحرب؟

إعلان

" title="غزة 2">

رؤى متباينة لمسار التفاوض

  • أولا: موقف إسرائيل
  1. المجتمع الإسرائيلي، بدعم الجيش والمؤسسة الأمنية، يطالب بصفقة شاملة لاستعادة الأسرى وإنهاء الحرب.
  2. نتنياهو يرفض الصفقة الشاملة ويتمسك باتفاقيات جزئية، خشية انهيار الائتلاف الحكومي.
  3. أبدت إسرائيل مرونة بشأن شرط إبعاد قيادات حماس من غزة، معتبرة أنه لم يعد يتبقى منهم إلا القليل.
  4. تصر إسرائيل على نزع سلاح الجناح العسكري لحماس، وعلى أن الاتفاق يجب أن يُفضي إلى إنهاء أي تهديد من غزة.
  5. يتمسك نتنياهو بحق "العودة إلى القتال" إذا لم تتخلَّ حماس عن السلطة وتُسلِّم سلاحها.
  6. يحتفظ نتنياهو بأوراق تفاوضية إستراتيجية، منها: إعادة انتشار وتموضع القوات الإسرائيلية في القطاع. وآليات توزيع المساعدات. والسيطرة على محور موراغ.
  • ثانيا: موقف حماس
  1. حماس تدرك أن وقف إطلاق النار قد لا يكون نهائيا دون التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب، وتُطالب بضمانات أميركية ودولية بعدم عودة إسرائيل للقتال.
  2. تسعى إلى اتفاق شامل ينهي العدوان، ويضمن المساعدات، ويُخفف معاناة سكان غزة.
  3. قد تُبدي حماس مرونة في ملف الأسرى، وترتيبات انسحاب الجيش، وتدفق المساعدات.
  4. على الأرجح، قد تبدي حماس استعدادا للتنازل عن حكم غزة بعد الحرب.
  5. لكنها ترفض نزع سلاحها، معتبرة أن ذلك لا يمكن أن يتم قبل إنهاء الاحتلال.
  6. تُصر حماس على أن أي تمديد للهدنة يجب أن يكون تلقائيا وفق الاتفاق، ويمنع إسرائيل من استئناف القتال طالما استمرت الاتصالات.
  7. تطالب حماس بانسحاب قوات الاحتلال وفق خرائط الهدنة السابقة مع بعض التعديلات التي لا تمنح إسرائيل أي وجود دائم في غزة.
  8. ترفض الخطط الإسرائيلية لإنشاء "مدن إنسانية" في القطاع، أو البقاء في محور موراغ، لما تحمله من دلالات: تحويل رفح إلى "غيتو" تحت حكم عسكري إسرائيلي. وتمهيد لمرحلة جديدة من القتال في مناطق مكتظة سكانيا. واحتمال استخدام المنطقة كمرحلة أولى في مخطط التهجير القسري للفلسطينيين.

" title="غزة 3">

سيناريوهات

إن وقف إطلاق النار دون أفق سياسي ليس إلا تأجيلا لجولة أخرى من القتال، وهذا لا يمنع أن التوصل إلى "اتفاق إطاري" سيسفر عن إنجازات فورية هي: وقف مؤقت للقتل في غزة، والإفراج عن بعض الأسرى من الطرفين، وإدخال كميات أكبر من المساعدات الإنسانية.

لكن ما سوى ذلك تلفه الضبابية ولا يمكن الجزم بما إذا كانت المفاوضات ستفضي إلى وقف للحرب، أو ستؤدي إلى انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وما إلى ذلك من أسئلة معلقة.

ومع ذلك يمكن رسم 3 سيناريوهات مجملة:

  • أولا: أن تنفجر مفاوضات الهدنة قبل أن تصل حتى إلى وقف إطلاق نار مؤقت

بسبب موقف نتنياهو الرافض لتقديم تنازلات، وخشيته من تهديدات حليفيه المتطرفين وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، بتفكيك الائتلاف وسقوط الحكومة، خاصة في ظل غياب موقف حازم من ترامب تجاه نتنياهو ليفرض عليه القبول بالصفقة.

  • ثانيا: التوصل لهدنة ثم العودة للقتال

وهو الأرجح، أن يتوصل الطرفان إلى هدنة مؤقتة ثم ترفض حماس نزع سلاحها أثناء مفاوضات المرحلة التالية من الهدنة، أو ترفض أيًّا من الإملاءات الإسرائيلية المُستجدة؛ ما يعني، من وجهة نظر إسرائيلية، أن وقف إطلاق النار الحالي هو تكرار لسابقه، فتستأنف إسرائيل القتال بذريعة أن حماس غير مستعدة لنزع سلاحها والتخلي التام عن السيطرة على القطاع.

إعلان

  • ثالثا: الوصول لحل دائم

يأمل المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن يُحدِث وقف إطلاق النار المؤقت زخما إيجابيا يسمح بالتوصل إلى حل دائم. وفي حال سارت الأمور بسلاسة، فلا يزال يتعين على الفلسطينيين والدول العربية وإسرائيل، الاتفاق على رؤية لغزة ما بعد الحرب.

لكن إسرائيل قد تشن هجمات أخرى لسبب أو لآخر، وهذه المرة دون عبء الأسرى الثقيل. وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل والولايات المتحدة الدفع بخطة تهجير سكان غزة بهدوء، وهي عملية لا يمكن لها أن تنضج إلا بعد انتهاء الحرب بدعوى إعادة إعمار القطاع.

الخلاصة

يسير الطرفان، نتنياهو والمقاومة، في مسار تصادمي. إسرائيليا، تُعد التسوية المطروحة "وصمة عار" في نظر العديد من وزراء الحكومة، الذين يتمثل هدفهم الرئيسي في احتلال القطاع بالكامل، وتشجيع الترانسفير، وضم الضفة الغربية، وتوسيع المشروع الاستيطاني.

حماس بدورها تدرك أن أحلى خياراتها مُر وهي تسير في حقل ألغام، دون كثير من أوراق القوة، في محاولة لوقف شلال الدم وضمان وضع حدٍّ لهذه المقتلة.

إن خطة الإطار الحالية -على أهميتها- هي اتفاق وساطة لتهدئة مؤقتة تفتقر إلى رؤية سياسية، ومن المرجح أن تنهار تحت وطأة الكراهية وانعدام الثقة، لأن وقف إطلاق النار دون أفق سياسي هو مجرد تأجيل لجولة أخرى من القتال.

ومع ذلك، لا يمكن تجاهل تصريح نتنياهو حول "الفرصة التاريخية التي لن تتكرر والتي على إسرائيل أن تستثمرها"، وربما يكون طي صفحة الحرب على غزة المقدمة المطلوبة لتحقيق رؤية واشنطن وتل أبيب بما يمهد الطريق داخليا لمنح نتنياهو عفوا رئاسيا، ويفتح المجال أمام ترتيبات جديدة في غزة وفي الإقليم، مرتبطة بالتطبيع والأمن والاندماج الاقتصادي بما يضمن هيمنة إسرائيل في المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق