ذوو الشهيدين "العريس والمغترب" يروون تفاصيل جريمة المزرعة الشرقية بالضفة - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رام الله- حالة من الصدمة عاشتها قرية المزرعة الشرقية شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية بعد استشهاد اثنين من أبنائها، يوم الجمعة الماضي، على يد المستوطنين الذين اعتدوا على أهالي القرية خلال اقتحامهم لأراضيهم.

محمد الشلبي وسيف الله مصلط كانا مع أهالي قريتهما وقرية سنجل المجاورة في منطقة جبل الباطن، حيث اتفق أهالي القريتين على البقاء فيها خلال أيام الجمعة، لفلاحة الأرض وحمايتها من أطماع المستوطنين الذين بدؤوا منذ شهرين بالتجمع فيها والانطلاق بهجمات عدائية ضد القرية والقرى المجاورة.

وعندها هاجم عشرات المستوطنين المنطقة بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أغلق طريق العودة على الأهالي وحشر الشبان العزل في مواجهة المستوطنين.

***داخلية*** صورة7- فلسطين - رام الله- عزيزة نوفل- من وداع شهداء المزرعة الشرقية- الجزيرة
مسيرة تشييع حاشدة حمل خلالها الشبان جثماني الشهيدين من مسجد القرية إلى المقبرة (الجزيرة)

ضرب ورصاص

وبينما تعرّض سيف لضرب مبرح أدى لاستشهاده خلال نقله للمستشفى، ضرب محمد وأطلق الرصاص عليه من مسافة صفر وأصيب في قلبه، حسب والدته جيهان شلبي.

وتحدثت الوالدة لوسائل الإعلام في بيت العزاء، قائلة إنها كانت تشعر منذ البداية أنه استشهد، حيث فُقدت آثاره عقب الاعتداء مباشرة، وبعد ساعات من البحث عنه في المستشفيات وبين الجرحى بفعل هجوم المستوطنين والتأكد من عدم اعتقال الاحتلال له، عاد الشبان إلى المكان مرة أخرى ليجدوه مستشهدا تحت شجرة زيتون.

وقال التقرير الطبي الصادر عن معاينة جثمان محمد، إن الوفاة كانت نتيجة "تعرضه لإطلاق الرصاص من مسافة صفر باتجاه قلبه ثم خرج من ظهره، إضافة لضرب مبرح، حيث كانت الكدمات واضحة على جسده".

وفي قريتهما، المزرعة الشرقية، خرج آلاف الفلسطينيين من أهالي القرية والقرى المجاورة في مسيرة تشييع حاشدة حمل خلالها الشبان الجثمانين من مسجد القرية إلى المقبرة، وسط هتافات تطالب بالثأر لدمائهم وتحرك رسمي فلسطيني لوقف هذه الاعتداءات.

إعلان

كانت ملامح الحزن والقهر بادية على كل المشيعين، وخيَّم الحزن على القرية التي أعلنت الحداد على فقدان اثنين من شبانها، فقط لأنهما كانا يحميان أرضهما بالبقاء فيها.

العريس والمغترب

كان الشهيد محمد الشلبي (23 عاما) يعمل في شركة تنظيفات في البلدة، وكان يعد نفسه للخطوبة، وتقول والدته "طلب مني أن أبحث له عن عروس، ثم خرج من البيت ولم يعد".

وعاشت الوالدة فقدان ابنها مرتين، الأولى خلال عملية البحث عنه طوال 6 ساعات، والثانية عندما علمت عبر مواقع التواصل إنه وجد مستشهدا، لكن ما برَّد قلبها قليلا هيئته التي وجد عليها ضاحكا مبتسما.

ورغم أن الشهيدين لا تربطهما صلة دم، فإنهما استشهدا معا، وكان قرار عائلة الشلبي عدم تشييع جثمان ابنها حتى الأحد، انتظارا لعودة والده وأقارب الشهيد سيف مصلط من الولايات المتحدة.

صورة 1- فلسطين - رام الله- عزيزة نوفل- من وداع شهداء المزرعة الشرقية- الجزيرة
حالة من الحزن عمت قرية المزرعة الشرقية خلال تشييع الشهيدين (الجزيرة)

 

ولسيف قصته أيضا، فقد ولد في الولايات المتحدة لأبوين ينحدران من المزرعة الشرقية، وبعد سنوات من الغربة عادت العائلة لتستقر في القرية، وبقي الوالد ثم لحقه سيف بعد أن كبُر للعمل في أميركا، وكانا يتناوبان على العودة وقضاء الوقت مع العائلة في فلسطين.

كانت عودته الأخيرة في عطلة عيد الأضحى، ويوم الجمعة، كما كل أبناء القرية الذين يملكون أراضي زراعية في منطقة جبل الباطن -وهي منطقة مشتركة بين قريتي المزرعة وسنجل القريبة- توجه إلى هناك بعد صلاة الجمعة، ولم تشفع له الجنسية الأميركية التي يحملها أمام بطش المستوطنين، فعاد شهيدا محمولا على الأكتاف.

يقول والد سيف في تصريحات للصحفيين بعد تشييع جثمان ابنه "كل إنسان لديه الحق بأن يكون في أرضه، وابني كان بأرضه في جبل الباطن، والمستوطنون ضربوه وتركوه 3 ساعات، ولم يسمحوا لأحد بالوصول إليه لتقديم العلاج له".

وتابع "نطالب الحكومة الأميركية بالعدالة لابننا، دائما يتحدثون عن العدالة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين لا يعترفون بذلك"، مذكرا أنه خلال العامين الماضيين قتل 8 فلسطينيين يحملون الجنسية الأميركية على يد المستوطنين والجيش الإسرائيلي "ولم يتم مقاضاة أحد على ذلك".

***داخلية*** صورة2- فلسطين - رام الله- عزيزة نوفل- من وداع شهداء المزرعة الشرقية- الجزيرة
المتظاهرون هتفوا غضبا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه (الجزيرة)

عدالة مفقودة

ولا يقتصر هذا الرأي على والد الشهيد، فالمواطنون في القرية التي يصل عدد سكانها لنحو 5 آلاف فلسطيني، وثلثهم يحملون الجنسية الأميركية، لديهم القناعة ذاتها بأن "العدالة التي تطلبها أميركا لحملة جنسيتها تتعطل عند الفلسطينيين" حسب قولهم.

يقول حافظ عبد الجليل، وهو من أقارب الشهيد ويحمل الجنسية الأميركية أيضا، للجزيرة نت إن "العائلة تتجه لمقاضاة إسرائيل على قتل ابنها الذي كان على أرضه ولم يعتد على أحد، على العكس فقد تعرض للضرب المبرح حتى الموت".

وأضاف أن العائلة تسعى لتحميل دولة الاحتلال مسؤولية قتل ابنها ومقاضاة المستوطنين المتورطين في القتل، إلا أنه غير متأكد من جدوى ذلك رغم حمل الشهيد الجنسية الأميركية، مردفا "كل ما نتمناه ألا يتم تغيير الحقيقة".

وتابع "أكثر من ثلث أبناء هذه القرية يحملون الجنسية الأميركية، يفترض أنهم محميون بموجبها أينما كانوا، ولكن هذه الحماية تنتهي عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، يمكن أن نرى اهتماما مؤقتا بعدها ينتهي كل شيء".

إعلان

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق