لكن هذا النهم في الاستهلاك لا يقتصر على استفسار فردي، بل يمتد إلى صورة أكثر خطورة. فمن المتوقع أن تصل مراكز البيانات في الولايات المتحدة إلى استهلاك ما بين 6.7% و12% من إجمالي الكهرباء بحلول 2028، مقارنة بـ4.4% فقط في 2023. هذا النمو المتسارع يضع البنية التحتية للطاقة تحت ضغط كبير، ويهدد أهداف التحول إلى مصادر طاقة نظيفة.
الخطير في الأمر، أن معظم مراكز البيانات لا تزال تعتمد على الوقود الأحفوري، ما يفاقم الانبعاثات ويعمّق أثر التلوث. وتحتاج هذه المراكز أيضًا إلى كميات ضخمة من المياه لتبريد الخوادم، ما يُضيف بُعدًا بيئيًا آخر إلى معادلة الاستهلاك والاستنزاف.
أمام هذه الأرقام، تظهر الحاجة الملحة إلى تغيير سلوكياتنا الرقمية. الاستخدام المكثف لأدوات الذكاء الاصطناعي دون وعي قد يتحول إلى عبء بيئي يفوق ما نتخيله. والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا اليوم هو: هل يمكن أن نستخدم هذه الأدوات بوعي ومسؤولية، بحيث نحقق الاستفادة دون أن نُثقل كاهل كوكبنا بثمن التقدم؟ لقد أصبح استهلاك الطاقة وجهًا جديدًا للأخلاق الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي.
أخبار ذات صلة
0 تعليق