كثفت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها الجناحان العسكريان لحركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي، عملياتها الهجومية ضد قوات الاحتلال وآلياته العسكرية جنوبي قطاع غزة وشماله، مما يثير تساؤلات بشأن المشهد الميداني وتأثيره على طاولة المفاوضات.
ووصل الأمر إلى إعلان كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- عن محاولة أسر أحد جنود الاحتلال خلال عملية إغارة على تجمع للقوات والآليات الإسرائيلية في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبا.
وحسب القسام، فإن المقاتلين حاولوا أسر أحد الجنود "إلا أن الظروف الميدانية لم تسمح بذلك، قبل أن يجهزوا عليه ويغتنموا سلاحه"، في حين أكد قيادي قسامي للجزيرة أن "التوفيق سيكون حليفنا في قادم عمليات الأسر".
وفي ضوء هذا المشهد، أدى زخم المعركة إلى قلب معادلة الاشتباك، إذ تحول جيش الاحتلال إلى وضع دفاعي، وفق حديث الخبير العسكري أحمد الشريفي للجزيرة، مستدلا بالأحزمة النارية التي يلجأ إليها لتأمين قطاعاته على الأرض "حتى القريبة من خط التماس الحدودي".
في المقابل، صارت المقاومة في وضع هجومي، حيث تستطيع الوصول إلى أهدافها بيسر رغم الأحزمة النارية التي تحول عادة دون اقتراب المقاتلين من الآليات الإسرائيلية.
وعانت الجرافة الإسرائيلية "دي 9" من انهيار على مستوى القدرات خلال الحرب الحالية على غزة، مما أدى إلى تعزيزها على مستوى التدريب ومنظومات الدفاع والقنابل والقيادة الإلكترونية عن بُعد، وهو ما يعني أن القوات الإسرائيلية فقدت إرادة اقتحام الميدان.
وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية وصول شحنة عسكرية تضم عشرات الجرافات من طراز "كاتربيلر دي 9" ومعدات عسكرية أخرى قادمة من الولايات المتحدة، حسب ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الأربعاء.
ووصف الخبير العسكري محاولة الأسر التي قامت بها القسام بأنها "لا تحصل إلا في الجيوش المنهارة معنويا وتعبويا"، مؤكدا أن هناك عجزا إسرائيليا عن مواصلة القتال البري، فضلا عن عدم جدوى عمليات القصف الجوي للاستعاضة عن التراجع في الميدان البري.
إعلان
ويشكل هذا الوضع ضاغطا على صانع القرار السياسي الإسرائيلي بأنه لا جدوى من الحرب الحالية، كما أن آلية الرهان على اقتحام الميدان وفرض الإرادة العسكرية لم تعد متاحة.
ويعزز هذا الواضع -وفق الشريفي- من سلاح المفاوض الفلسطيني في رفع منسوب الضغط على صانع القرار السياسي في إسرائيل لتبني خيار الهدنة المستدامة وليس المؤقتة، التي سيجري على أساسها انتزاع الحقوق.
وأمس الثلاثاء، توعد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام جيش الاحتلال بتكبيده خسائر يومية من شمال القطاع إلى جنوبه ضمن معركة استنزاف، ملمحا إلى أن المقاومة في غزة قد تتمكن قريبا من أسر جنود إسرائيليين.
0 تعليق