مركز البيانات والحوسبة السحابية.. الخطة "ب" جاهزة فى "عقل مصر الإلكترونى" - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

التهمت ألسنة اللهب الطوابق العليا من مبنى سنترال رمسيس بوسط القاهرة، أحد أبرز الأعمدة التاريخية لشبكات الاتصالات المصرية، الحريق لم يكن مجرد حادث عرضي، بل شكّل اختبارًا قاسيًا لقدرة الدولة على مواجهة الطوارئ الرقمية في عصر تعتمد فيه حياة المواطنين ومؤسسات الدولة على استقرار الشبكات والبنية التحتية الذكية، وسرعان ما تعطلت خدمات الاتصالات والإنترنت والأرضي والمحمول، وامتدت الآثار إلى قطاعات حيوية كالمصارف وحركة القطارات وحتى التداول في البورصة، ما كشف بوضوح حجم الاعتماد على مراكز البيانات المركزية، وحجم المخاطر التي قد تنجم عن غياب بدائل جاهزة.

لكن وسط هذا المشهد المربك، ظهرت أهمية وجود خطة استجابة سريعة تعتمد على بنية احتياطية حديثة تتمثل في مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية P1، الذي لم يكن بعيدًا عن الحدث، بل كان في قلب المواجهة التكنولوجية لتقليل آثار الانقطاع واستعادة الخدمات.

‎فالمركز الذي صُمم ليكون العقل الإلكتروني للدولة، تولى على الفور تشغيل البدائل الرقمية وتوجيه حركة البيانات وإعادة تشغيل الخدمات تدريجيًا عبر بنيته المؤمنة والمرنة وبهذه السرعة التي استُعيدت بها الاتصالات، أكدت الدولة أنها لم تكتفِ بإنشاء بنية تكنولوجية حديثة، بل عززت بداخلها عقلًا احتياطيًا قادرًا على احتواء الصدمات وضمان استمرارية العمل، مهما بلغت فداحة الطارئ.

في قلب التحول الرقمي الذي تشهده مصر، لا يأتي مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية P1 كمجرد بنية تحتية رقمية متقدمة، بل يحمل في طياته رؤية أوسع تتجاوز التشغيل اليومي إلى ضمان استمرارية الدولة الرقمية حتى في أحلك الظروف.

‎من هنا تبرز أهمية ما يُعرف بالخطة "ب"، التي لا تقل أهمية عن وظائف المركز الأساسية، بل تشكل عنصر الأمان الاستراتيجي لضمان بقاء الخدمات الحكومية متاحة دون انقطاع في أوقات الأزمات أو الطوارئ.

‎فالدولة تدرك أن أي توقف مفاجئ في مراكز البيانات الحكومية قد يعطل مؤسسات كاملة ويؤثر على حياة المواطنين بشكل مباشر، لذا جاء مركز P1 ليكون البديل النشط الذي يتولى المهام التشغيلية فورًا حال تعطل المركز الرئيسي بالعاصمة الإدارية الجديدة.

‎تكمن العلاقة الجوهرية بين مركز P1 والخطة "ب" في كون المركز صُمم ليعمل كمركز للتعافي من الكوارث، حيث تم تزويده بكافة الإمكانات التقنية اللازمة لاستلام البيانات وتشغيلها بشكل فوري دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر. فالمركز لا يكتفي بتخزين البيانات، بل يعمل على نسخها وتحديثها بشكل متزامن مع المركز الرئيسي، بما يضمن استمرار العمليات دون توقف حتى في حالات الانقطاع الكامل أو الهجمات السيبرانية.

بهذه الطريقة يصبح P1 عقلًا إلكترونيًا احتياطيًا للحكومة قادرًا على ضمان استمرارية العمل المؤسسي في جميع الظروف.

إن وجود هذا البديل الرقمي المؤمَّن يعكس مدى الوعي بالتحديات التي تواجهها الحكومات في العصر الرقمي، خاصة مع تصاعد المخاطر السيبرانية عالميًا وتزايد اعتماد المؤسسات على نظم المعلومات. 

من خلال الخطة "ب"، ترسخ مصر نموذجًا متكاملًا لحماية بياناتها السيادية والحفاظ على تقديم خدماتها بكفاءة وثبات، مما يمنح الدولة مرونة رقمية عالية، ويعزز من قدرة متخذي القرار على التصرف بسرعة وثقة في الأوقات الحرجة فمركز P1 ليس فقط مركزًا للتشغيل بل هو أيضًا صمام أمان للحكومة الرقمية الحديثة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق