تصدّر كمينان نفذتهما كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن تسببا في تدمير آليات عسكرية إسرائيلية، وأسفرا عن مقتل وإصابة عدد من الجنود، ضمن سلسلة عمليات أطلقت عليها الكتائب اسم "حجارة داود".
وبثت قناة الجزيرة أمس السبت مشاهد توثق لحظات اقتحام مقاتلي القسام لمواقع وآليات إسرائيلية في منطقة المحطة وسط خان يونس يوم الجمعة الماضي، إذ أظهرت اللقطات استهداف دبابتين من طراز ميركافا بعبوات محلية الصنع من نوع "شواظ" من المسافة صفر.
كما أظهرت اللقطات استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105″، قبل أن يشتبك المقاتلون مع قوة إنقاذ إسرائيلية وصلت إلى المكان.
فيديو قوي من القسام
عن عملية القسام في خانيونس قبل يومين و تفجير دبابة باستخدام عبوة شواظ
باستخدام طريقة العمل الفدائي pic.twitter.com/gcwO7uQmpR
— Hanzala (@Hanzpal2) July 5, 2025
لاقى الهجوم احتفاء واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبره الناشطون "عملا فدائيا بطوليا"، يظهر استمرار المقاومة الفلسطينية بقدراتها المحدودة المحلية الصنع، وتنظيمها العالي رغم الحصار ونقص الإمكانات.
عملية من القسام في خانيونس قبل يومين حيث تمكن القسام من تفجير دبابة باستخدام عبوة شواظ عن طريق العمل الفدائي#غزة_الآن #خانيونس #الشجاعية #جباليا #جنوب_لبنان #كتائب_القسام #سرايا_القدس pic.twitter.com/dJzDtU3cU2
— Mostafa atallah ????????????✌️ (@matallah97) July 5, 2025
وأشاد مغردون بشجاعة مقاتلي القسام الذين نفذوا الهجوم وجها لوجه ضد دبابات مدرعة، واصفين المشهد بأنه "قتال بالأظافر" في مواجهة عدو يفوقهم عدة وعتادا.
ووصف مغردون الهجوم بأنه "ملحمة بطولية" جسدت روح الإصرار والتضحية لدى المقاتلين الذين أظهروا شجاعة فائقة في التقدم نحو الدبابات، والالتفاف حولها من كل الجهات، من دون اكتراث بضخامتها أو قوة تسليحها.
المشهد الأخير من خانيونس أظهر شجاعة نادرة وملحمة عظيمة وقهر رجال،
شجاعة نادرة ومتكررة في الذهاب نحو الآلية والقفز من فوقها ومن تحتها وعن يمينها وشمالها، غير آبه بحديدها ولا جنزيرها ولا هيكلها الضخم ولا صوتها الرخيم ولا قنابلها الفتاكة،
وملحمة عظيمة، تجسدت في شباب منتهى الإخلاص…
— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) July 5, 2025
إعلان
وأشار بعض المتابعين إلى أن العملية نُفذت من دون معلومات استخباراتية مسبقة، واعتبرت عملية استشهادية بنسبة نجاح لا تتجاوز 1%، نظرا إلى الكثافة العالية لقوات المشاة الإسرائيلية في الموقع المستهدف.
وأكد آخرون أن الهجوم يبرز إصرار المقاومة على مواصلة القتال بوسائل محلية الصنع وقدرات بسيطة، في ظل غياب الصواريخ المتطورة وخطوط الإمداد المستقرة.
شرح هندسي للمسافة صفر..
كاريكاتير: علاء اللقطة#كمين_خانيونس ????#غـ????ــزة_الـــعزة ???????? pic.twitter.com/gUnqgLXCZl
— ال ابراهيم اسمران المنصور احتياط (@AlAlmnswr66681) July 6, 2025
كما اعتبروا أن ما حدث يمثل صياغة ميدانية دقيقة لمفهوم "الاشتباك من المسافة صفر"، معبرين عن إعجابهم بما وصفوه بأنه "لوحة فنية تحمل معاني العز والكرامة".
وكتب أحد المغردين "قاتلوا بمعنى قاتلوا.. أسياد حرب المدن بدون منازع".
قاتلوا بمعنى قاتلوا.. أسياد حرب المدن بدون منازع pic.twitter.com/FSriVRIC0T
— الرادع المغربي ???????????????????? (@Rd_fas1) July 5, 2025
بينما قال آخر "لا أصدق ما أرى.. أجساد صغيرة تتحدى آليات إسرائيلية ضخمة ومدرعة من نقطة الصفر. هؤلاء لا يشبهوننا، عالمهم مختلف عنا".
ولفت ناشطون إلى أن عملية القسام في خان يونس تعكس أسلوب العمل الفدائي القريب الذي يتسم بالشجاعة الفائقة وروح التضحية.
حرفيًا، لا يُصدَّق ما يحدث. لا أستطيع تصديق ما أرى. ما هذا الإيمان، وما هذا الإقبال على المقاومة والاستشهاد؟
أجساد صغيرة تقاتل آليات إسرائيلية ضخمة، محصنة، ومتينة من نقطة الصفر.
هؤلاء لا يشبهوننا، وعالمهم مختلف عنّا… pic.twitter.com/Td9j2IfNG1
— Tamer | تامر (@tamerqdh) July 5, 2025
وأشار عدد من الناشطين إلى أن المقاومة لا تُختزل في البندقية وحدها، بل تتجلى في الروح الأخوية بين أفرادها، في دفء القلوب وسط برد الثغور، وفي تشجيعهم لبعضهم وتبادل الدعوات والتثبيت في الميدان.
وخلص مدونون إلى أن هذه الملحمة البطولية في خان يونس تُذكّر بأن المعركة ليست مجرد مواجهة سلاح بسلاح، بل هي صراع إرادات بين طرف يسعى للبقاء والمقاومة وآخر يحاول الإخماد والإذلال.
0 تعليق