السبت 05/يوليو/2025 - 07:35 م
أضف للمفضلة
شارك شارك
كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر 5 سنوات بدون استخدام العقاب البدني، يعد من الأمور الهامة للوالدين، خاصة مع معاناتهم اليومية التي تتفاقم مع التعامل الخاطئ تجاه التصرفات العنيفة للطفل، وقد أثبتت التجارب العملية والخبرات الحياتية أن هناك قواعد ممكنة تتحكم في كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر 5 سنوات بدون استخدام العقاب البدني، وتمنع تزايد الغضب والعنف وانعكاس ذلك على شخصية الطفل بالسلب، وخلال القاهرة 24 نتعرف على كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر 5 سنوات بدون استخدام العقاب البدني وأسباب العند وطرق تجنب نوبات الغضب.
كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر 5 سنوات بدون استخدام العقاب البدني
يجب التعرف على كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر 5 سنوات بدون استخدام العقاب البدني، منعًا لتكوين شخصية ضعيفة تتكبد الكثير من المشاكل في المستقبل نتيجة استخدام الضرب والعنف، كذلك للحد من التدليل المبالغ فيه الذي يكون شخصية نرجسية أنانية.

وقال الدكتور محمد الدسوقي، طبيب الأطفال وحديثي الولادة، إن العند يظهر على الطفل بأن يصر على رأيه أو على أفعاله ضد رغبة أهله مهما كان هذا الرأي صحيحًا أو خاطئًا، فيريد أن يفرض رأيه على والديه بغض النظر عن صحة هذا الرأي.
بينما العصبية، هي تعامل الطفل مع الأب والأم بالصراخ والعنف ويريد كل شيء دون تفاهم، وعادة ما يكون العناد والعصبية موجودين معا، فالطفل العنيد عادة ما يكون طفلًا عصبيًا وسهل الاستثارة، أي أنه من السهل أن يتعصب ويصرخ ويقلب الدنيا.
وأوضح أن الطفل العنيد والعصبي يرفض أوامر الأب والأم بشكل مفرط، ومن الطبيعي أن يقول "لا" مرة أو مرتين، لكن المشكلة تكمن في المبالغة، فعندما يرفض الطفل أي شيء يُطلب منه، أو معظم الأشياء التي تُطلب منه، فهذا ما نعتبره عنادًا، فالطفل يعاند لكي يفرض شخصيته.
وأوضح أن ظاهرة العند والعصبية عادة ما تكون مجتمعة لدى الأطفال فيكون الطفل العصبي عنيد ولا يطيع الأوامر، لذلك يتوجب على كل والدين أن يعرفوا كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر 5 سنوات بدون استخدام العقاب البدني.

لماذا طفلي عصبي ويصرخ كثيرًا؟
وحول لماذا طفلي عصبي ويصرخ كثيرًا؟، نوه الدسوقي إلى أن هناك أسبابًا لعصبية الأطفال وعنادهم، بل إن الطفل قد لا يكون لديه سبب واحد فقط، بل قد يكون لديه سببان أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أسباب مختلفة.
وحول تطور العصبية لدى الأطفال منذ الولادة، أوضح أنه في السنة الأولى من عمر الطفل، لا تكون له شخصية واضحة ومعظم الأشياء التي يفعلها الطفل تكون ردود أفعال، ولا يحاول فرض شخصيته لأنه لا يزال صغيرًا جدًا في العمر، والنمو العقلي والإدراك لديه لا يجعله يريد فرض شخصيته على أحد.
وأشار إلى أنه بعد أن يتجاوز الطفل السنة الأولى ويبدأ في المشي والحركة والاستكشاف، ومع نمو المخ، يصل الطفل إلى مرحلة فهم أنه كائن حي مستقل له رأي، وعندما يحدث هذا، نجد أن العناد قد ظهر.
وانتقد طبيب الأطفال الادعاء بأن العصبية والعند وراثييان، حيث أكد أن الأمر ليس وراثيًا، بل الطفل موجود في نفس المكان مع أشخاص يعانون من هذه المشكلة، فهو يتعلم منهم ويصبح مثلهم.
وأضاف أن الفئة العمرة الأكثر عنادًا، هي من عمر سنة ونصف إلى عمر أربع أو خمس سنوات، ويرجع ذلك لعدة أسباب هي ذاتها أسباب ظهور العصبية والعند لدى الأطفال:
السبب الأول: الدلال المفرط
السبب الأكثر شيوعًا هو الدلال المفرط منذ الصغر، حيث يعتاد الطفل على أن أحلامه أوامر وأن كل ما يريده يجب تنفيذه فورًا: التليفزيون، اللعبة، أي شيء يطلبه. عندما يكبر الطفل المدلل قليلًا ويتجاوز العام، يريد أن يستمر هذا النمط لأننا عودناه عليه منذ البداية.
السبب الثاني: التقليد والمحاكاة
وهو أن الطفل يقلد شخصًا في البيئة المحيطة به، فإذا كانت الأم عصبية وعنيدة وصوتها عالٍ دائمًا، فسيقلدها الطفل، وكذلك الأب، حتى لو كان للطفل أخ أكبر عمره خمس أو ست أو سبع سنوات وهو عنيد وعصبي ويتعامل مع كل شيء بالصراخ، فإن الطفل الصغير سيتعلم هذا السلوك ويقلده.
السبب الثالث: التضييق والحرمان
وهو أن نحرم الطفل من كل شيء ونقيد حركته ونضيق عليه، فيخرج كل هذا الكبت في شكل انفجار عصبي، كما أن بعض الأمهات من شدة خوفها على الطفل أو على البيت تمنعه من اللعب: "احذر من الكرسي، احذر من المزهرية، لا تمشِ، لا تتحرك"، تريد أن تجعل نطاق حركة الطفل ضيقًا جدًا وتحاصره.
السبب الرابع: المشاكل الأسرية
المشاكل الأسرية من الأسباب التي تجعل الطفل عنيدًا وعصبيًا، وعندما يكون الأب والأم في مشاكل طوال الليل والنهار، ثم تأتي الأم وتقول أن ابنها عصبي وعنيد!.
السبب الخامس: التلفزيون والهاتف
حيث يشاهد الطفل برامج وفقرات تحتوي على الصراخ والعنف، فينمو لديه اعتقاد بأن هذا الأمر طبيعي ويقلده، فينعكس ذلك على سلوكه، ولاسيما إن كان هذا التصرف يصدر عن شخصية يحبها الطفل.

ما هي طرق تهدئة الطفل العصبي؟
ما هي طرق تهدئة الطفل العصبي؟، سؤال هام ضمن أساليب وكيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر 5 سنوات بدون استخدام العقاب البدني، أوضحها الدكتور محمد الدسوقي فيما يلي:
- فهم طبيعة الطفل وتطور شخصيته: يخطئ بعض الآباء عندما يتوقعون من الطفل أن يكون كالآلة، والحقيقة أننا نتعامل مع كائن حي له إدراكه ومتغيراته، وليس جهازًا يعمل بالريموت كما يتوهم البعض.
- إدراك أنه ليس المطلوب من الطفل أن يسمع كل الكلام وينفذ جميع الأوامر دون نقاش أو أخطاء، فهذا لا يحدث ولا يجب أن يحدث.
- يجب تلبية احتياجات الطفل الأساسية بالمعقول، دون دلال مفرط يفسد شخصيته.
- إذا كان الطفل قد أصبح عنيدًا وعصبيًا بسبب الدلال المفرط، فيجب تصحيح هذا الخطأ تدريجيًا.
- إذا كان الأب أو الجدة أو الجد هو من يدلل الطفل، يجب أن يفهم الجميع أن هذا يضر بالطفل ولا يفيده.
- إذا كان هناك شخص في البيت عصبي أو عنيف أو عنيد، يجب إصلاح هذا الأمر حتى يجد الطفل نموذجًا جيدًا يقتدي به.
- توفير بيئة آمنة للاستكشاف: أن تعرفي أن هذا طفل كائن حي يريد اللعب والجري والاستكشاف. أمّني المحيط الذي سيتحرك فيه الطفل وأعطيه حريته.
- اتركي الطفل يلعب لكن لا تتركي الكهرباء أمامه أو الأدوية أو المنظفات أو المقص أو السكين. وفري له منطقة واسعة يلعب فيها ويتحرك، لكن هذه المنطقة يجب أن تكون آمنة. دعي الطفل يأخذ حريته ولا تكبتيه وتقيديه خوفًا عليه أو خوفًا على البيت.
- لا يجوز أن يكون هناك صراخ وخلافات وقلق ومشاكل كل يوم، لأن الطفل يرى أمامه أنكما تتعاملان بعصبية مع بعضكما.
- يجب ألا يشاهد الطفل التلفزيون أو الهاتف أكثر من نصف ساعة في اليوم ومع اختيار البرامج التي سيشاهدها، ومنعه من مشاهدة ما يحتوي على العنف والتوجيهات الأخلاقية السلبية.
- لا تنفعلي على طفلك في كل صغيرة وكبيرة، وتجاهلي قدر الإمكان تصرفاته حتى لا يرى اهتمامك بها فيزيد من حدتها لإزعاجك، تجاهلي لينتهي هو حتى وإن وصل إلى حد إلقاء نفسه على الأرض والصراخ بصوت عال.
- يجب أن يشعر الطفل بالأمان والمدح عند إظهار صفة حسنة، مع عدم وصمه بصفة العند والعصبية حتى لا يتمسك بها، على العكس يجب نفي هذه الصفة والتحدث معه بصوت منخفض مهما ارتفاع صوته.
- عدم توجيه الأوامر للطفل، بل وضعه أمام خيارات ليقتنع أنه هو صاحب القرار، فلا تقولي له تناول طعامك، ولكن قولي هل تريد تناول كذا أم كذا.
- يجب أن يشعر الطفل أنه كبير وصاحب قرار مع توجيه قراره، أي أن له حرية الاختيار وعندما يختار يجب على الأم أو الأب إفهامه عيوب اختياره والمخاطر التي سيتعرض لها بسببه ثم تقويم ذلك.
0 تعليق