من أجل مصر - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تأسس مجلس الشيوخ فى مصر بموجب التعديلات الدستورية التى تمت عام ٢٠١٩، ليحل محل مجلس الشورى الملغى، ويلعب دورًا استشاريًا مهمًا فى العملية التشريعية، مع التركيز على قضايا مثل: خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمعاهدات الدولية. 

فى ظل هذا السياق، شهدت انتخابات مجلس الشيوخ لعام ٢٠٢٠ تشكيل «القائمة الوطنية من أجل مصر»، وهى تحالف واسع ضم عددًا كبيرًا من الأحزاب السياسية المصرية، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدنى والشخصيات العامة.

كان الهدف الأساسى من هذه القائمة هو تشكيل جبهة موحدة قادرة على حصد غالبية مقاعد المجلس، وذلك لضمان استقرار المشهد السياسى وتمرير التشريعات التى تتماشى مع رؤية الدولة. وهذا ما تمت إعادته مرة أخرى فى انتخابات ٢٠٢٥ المقبلة. وبرزت عدة أحزاب رئيسية ضمن هذا التحالف، أبرزها حزب مستقبل وطن وممثلون عن أحزاب مثل حزب حماة الوطن والوفد والمؤتمر، والشعب الجمهورى، وغيرها من الأحزاب التى تمثل طيفًا واسعًا من الاتجاهات السياسية. 

لم تقتصر القائمة على الأحزاب فحسب، بل شملت أيضًا شخصيات عامة بارزة من مختلف المجالات، بمن فى ذلك أساتذة جامعات ورجال أعمال ونقابيون، وممثلون عن المرأة والشباب والأقباط، بهدف إضفاء صبغة شاملة على التحالف وضمان تمثيل شرائح مختلفة من المجتمع المصرى. 

والهدف من هذا التحالف هو خدمة الوطن، مع مراعاة التوازن الجغرافى والتركيبة الديموغرافية للمحافظات. وتم التأكيد على أن الهدف الأسمى من هذه القائمة هو بناء مصر الحديثة ودعم جهود التنمية الشاملة التى تقودها الدولة.

تضمنت أجندة القائمة مجموعة من المحاور الأساسية التى ركزت على تعزيز الاستقرار السياسى والاقتصادى، ودعم الإصلاحات التشريعية، وتحسين جودة الخدمات العامة، وتمكين الشباب والمرأة، وتعميق قيم المواطنة والتسامح، والحفاظ على الأمن القومى، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية دور مجلس الشيوخ فى دعم خطط التنمية الشاملة.

ويعزز هذا التحالف الرغبة فى الاستقرار السياسى وتجنب التشرذم الذى شهدته البلاد فى فترات سابقة خاصة قبل ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وثقة قطاعات واسعة من الشعب فى قدرة الدولة على تحقيق التنمية. 

كما أسهم الدعم الواضح من مؤسسات الدولة ووسائل الإعلام فى تعزيز موقف القائمة. وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات عام ٢٠٢٠ فوز «القائمة الوطنية من أجل مصر» بأغلبية ساحقة من مقاعد مجلس الشيوخ، وهو ما اعتبره كثيرون مؤشرًا على قوة هذا التحالف وقدرته على حشد الدعم الشعبى. وقد انعكس هذا الفوز فى تشكيل مجلس شيوخ متجانس فى توجهاته العامة، مما يسهل عملية التنسيق بين السلطات المختلفة ويضمن تمرير التشريعات الضرورية بسلاسة، ولذلك تمت إعادة تشكيل هذا التحالف مرة أخرى. 

ورغم ذلك واجهت الجبهة بعض الانتقادات، حيث رأى البعض أنها أدت إلى تراجع التعددية السياسية وتضييق مساحة المنافسة الانتخابية. كما أشار المنتقدون إلى أن هيمنة حزب بعينه على القائمة قد تؤدى إلى انفراد الحزب بالقرار السياسى داخل المجلس. 

ومع ذلك، يرى أنصار القائمة أن تشكيلها كان ضروريًا فى هذه المرحلة الحساسة من تاريخ مصر، وذلك لضمان الاستقرار السياسى والتفرغ لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما أكدوا الحرص على أن يضم المجلس الجديد كفاءات وخبرات متنوعة قادرة على إثراء النقاش العام والمساهمة بفاعلية فى العملية التشريعية. 

إن تشكيل «القائمة الوطنية من أجل مصر» لخوض انتخابات مجلس الشيوخ هذا العام بمثابة خطوة استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاستقرار السياسى وضمان توافق الرؤى بين السلطات المختلفة، ما يسهم فى دعم مسار التنمية الشاملة فى البلاد. 

ورغم التحديات والانتقادات، فإن هذه القائمة يجب أن تنجح فى تحقيق أهدافها، والتنسيق والتعاون بين القوى السياسية المختلفة فى بناء مستقبل أفضل لمصر يحلم به المواطنون.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق