كثّف الاحتلال الاسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي على قطاع غزة، مستخدما السفن الحربية والمدفعية الثقيلة، وذلك قبيل محادثات مرتقبة بشأن وقف إطلاق النار.
وفقًا لمصادر طبية ومسئولين محليين، قُتل نحو 90 شخصًا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، منذ مساء الأربعاء وحتى صباح أمس الخميس، فيما تشير التقديرات إلى أن عدد القتلى خلال الأسبوع قد يصل إلى 300 شخص، إلى جانب آلاف الجرحى.
من بين الضحايا البارزين، الدكتور مروان السلطان، طبيب القلب ومدير مستشفى إندونيسيا شمال القطاع، والذي قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت منزله، وأسفرت كذلك عن مقتل زوجته وأطفاله الخمسة.
هدنة مرتقبة
وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فإنه على الرغم من تصاعد العنف، ارتفعت الآمال بالتوصل إلى هدنة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن موافقة إسرائيل المبدئية على اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
الاتفاق المقترح يشمل وقفًا مؤقتًا للقتال لمدة 60 يومًا، وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية من غزة، إلى جانب إطلاق سراح عدد من المحتجزين لدى حماس.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية مساء أمس الخميس، لبحث خيارات المضي قدمًا نحو التهدئة أو توسيع العمليات العسكرية. وفي السياق ذاته، يُرتقب أن يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الأحد المقبل للقاء ترامب وكبار المسئولين الأمريكيين، حيث سيتناول اللقاء قضايا وقف إطلاق النار، والحرب الأخيرة مع إيران، وآفاق اتفاقات إقليمية جديدة.
الانقسام داخل حماس وتأثيره على القرار
من المتوقع أن تقدم حماس ردّها الأولي على المقترح الجمعة، لكن مصادر مقربة من الحركة أكدت وجود انقسام داخلي بين جناحها السياسي في الخارج– المتمركز في قطر وتركيا– والذي يفضل الهدنة، وبين القيادة العسكرية داخل غزة التي تصر على مواصلة القتال.
كان اتفاق سابق لوقف إطلاق النار قد انهار في مارس الماضي، بعدما تراجعت إسرائيل عن الدخول في المرحلة الثانية من المحادثات.
كارثة إنسانية
ووفقا للتقرير فإنه على الرغم تخفيف الحصار الإسرائيلي جزئيًا، لا تزال الإمدادات الإنسانية محدودة للغاية، ما يضع الفئات الأكثر هشاشة أمام خطر المجاعة. وقُتل عشرات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، بينهم خمسة قتلوا برصاص إسرائيلي أثناء توجههم إلى مراكز تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة جديدة مدعومة أميركيًا وإسرائيليًا، تعمل في أربع نقاط توزيع خاضعة لحماية الجيش الإسرائيلي.
وحسب مسئولين فلسطينيين، قُتل أيضًا 45 شخصًا آخرين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من شاحنات ومساعدات أممية، وسط فوضى وازدحام كبيرين.
جيش الاحتلال الإسرائيلي أقر الإثنين، بأن مدنيين فلسطينيين تعرضوا للأذى أثناء سعيهم للمساعدة، فيما ذكرت الجارديان أن موجة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تبدو كمحاولة للضغط على حماس قبيل المحادثات، خصوصًا في شمال غزة، حيث لا تزال الحركة تحتفظ بوجود محدود.
0 تعليق