قال موقع "ذا هيل" الأمريكي، إن ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية أظهرت بوضوح شخصنته المفرطة للسياسة الخارجية وتحويله الدبلوماسية الأمريكية إلى "استعراض متهور وأناني" بعيدًا عن صورة الاستراتيجي المتمرس التي يسعى لتقديمها.
واستعرض الموقع في تقرير أحدث مثال على ذلك وهو "إعلان ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران دون علم كبار مستشاريه، في قرار يُظهر بشكل صارخ أسلوبه الانفرادي في الحكم".
وأضاف الموقع أن "نهج ترامب المتسرع، من تعليق المساعدات الخارجية إلى الحديث عن سيطرة الولايات المتحدة على غزة، يتناقض جذريًا مع الدبلوماسية الأمريكية التقليدية التي تقوم على التخطيط والتنسيق والتحالفات المستقرة"، مشيرًا إلى أن "ترامب يفضل الدراما والترويج الشخصي على حساب المصلحة الوطنية".
وأوضح "ذا هيل" أن ترامب يتعامل مع السياسة الخارجية "كعرض مسرحي هدفه تصدر العناوين أكثر من تحقيق نتائج طويلة الأمد"، لافتًا إلى أن تجاوزه لنصائح الخبراء والقنوات الرسمية يقوّض باستمرار مصداقية الولايات المتحدة أمام الحلفاء والخصوم.
وأضاف الموقع: "نهج ترامب زرع ارتباكًا داخل إدارته وانعدام ثقة في الخارج، إذ يجد الحلفاء أنفسهم يتساءلون عما إذا كانت تصريحاته تمثل السياسة الرسمية أم مجرد قرارات شخصية مفاجئة، وحتى حكومته نفسها كثيرًا ما تكون في حالة جهل بما يعلنه".
وتابع: "سياسة ترامب الخارجية ليست استراتيجية متماسكة بقدر ما هي سلسلة من المشاهد الدرامية التي تهدف لتعظيم حضوره الشخصي"، مشيرًا إلى مثال آخر هو زعمه التوسط في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان عام 2025، رغم أن الطرفين أعلنا أن الهدنة جاءت بتفاهمات ثنائية دون وساطة أمريكية.
وقال الموقع إن "ترامب استمر في نسب الفضل لنفسه وضغط علنًا من أجل الحصول على جائزة نوبل للسلام، قائلًا إنه يستحقها عن دوره في رواندا أو الكونغو أو كوسوفو، لكن الجائزة الكبرى هي الهند وباكستان".
وأكد "ذا هيل" أن الطابع الشخصي الذي يُضفيه ترامب على الدبلوماسية الأمريكية يمثل خطورة تتجاوز الاستعراض الإعلامي، إذ إن "القرارات الكبرى التي يتخذها على عجل ودون استشارة مختصين تهدد بإضعاف السياسة الخارجية الأمريكية وزيادة احتمال الوقوع في أخطاء استراتيجية".
وأضاف: "الحكومات الأجنبية تواجه صعوبة في التمييز بين سياسات الولايات المتحدة الفعلية ومواقف ترامب الشخصية العابرة، خصوصًا مع تهميشه تقييمات الأجهزة الاستخبارية وتقويضه مسؤوليه، كما حدث عندما روّج لتغيير النظام في إيران بينما نفى فريقه علنًا مثل هذه النوايا".
وأشار الموقع إلى أن "ترامب يفاقم هذا الغموض بسبب تواصله المكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أصبح مسؤولو حكومته في كثير من الأحيان غير قادرين على تفسير تصريحاته غير المتوقعة".
0 تعليق