أكد د. محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير "الدستور"، أن ما يُعرف بـ"الاتفاقيات الإبراهيمية" ليس مشروعًا دينيًا بقدر ما هو خطة أمريكية إسرائيلية لإعادة ترتيب المنطقة عبر خطاب جامع يستند إلى القواسم المشتركة في الديانات الإبراهيمية، ولا سيما بين المسيحية واليهودية.

وأوضح الباز، خلال لقائه مع الإعلامي خالد أبوبكر ببرنامج "آخر النهار" المذاع عبر قناة النهار، أن فكرة توحيد شعوب المنطقة تحت مظلة "إبراهيمية" ليست وليدة اللحظة، بل بدأت منذ إدارة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، وظهرت بجلاء في كتاب شمعون بيريز "الشرق الأوسط الجديد"، وتطورت حتى تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصراحة فجّة، معلنًا عن اتفاقات أطلق عليها صراحة "اتفاقات إبراهيم".

وأضاف: "الولايات المتحدة ترى أن العقبة الأساسية أمام استكمال هذا المشروع هي إيران، لا بسبب موقفها الديني، بل لأنها تسعى لاستعادة نفوذ إمبراطوري تاريخي يهدد النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة"، مشيرًا إلى أن إيران، بما تملكه من عمق حضاري وتاريخي، تمثل منافسًا شرسًا في معركة النفوذ الجيوسياسي، كما أكد أن تغليف هذه الصراعات برداء ديني يهدف إلى تجييش الشعوب وتسويق الحروب لا أكثر.

واختتم حديثه بالتحذير: "ينبغي ألا ننخدع بالشعارات الدينية التي تُستخدم لتبرير الحروب، فالدين، بمقاصده الروحية، أبعد ما يكون عن تلك الحسابات".