الثلاثاء 01/يوليو/2025 - 04:38 ص

أضف للمفضلة

شارك شارك

 تعيش 6 عزب تابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، كابوسًا يتمثل في تراكم القمامة والمخلفات داخل بحر العيوج، الشريان الحيوي الذي يروي مئات الأفدنة الزراعية، وهذه الأزمة التي طال أمدها، لم تتسبب فقط في ضعف مياه الري لأكثر من 800 فدان، بل أدت أيضًا إلى انتشار الأوبئة والحشرات، مهددة بذلك صحة ولقمة عيش مئات الأسر من المزارعين.

بحر العيوج يتحول إلى مقلب نفايات يهدد 800 فدان بالبوار

ويخدم بحر العيوج، الذي يعتبر أحد أهم مصادر الري في المنطقة، عزب الجبل، مركز طامية، سيف النصر، الحدادين، داوود، وعفيفي. التابعه لمركز طامية، هذه العزب التي تعتمد بشكل أساسي على الزراعة، باتت أراضيها مهددة بالبوار بسبب الانسداد شبه الكامل لمجرى البحر بفعل المخلفات.

صرخات استغاثة بلا مجيب

يؤكد حسام النساج احد المتضررين من أبناء عزبة الجبل لـ القاهرة 24، أنهم توجهوا مرارًا وتكرارًا إلى مديرية الري بالمحافظة، مطالبين بتطهير البحر وإزالة العوائق التي تعيق وصول المياه إلى أراضيهم، تقدمنا بالعديد من الشكاوى، ولكن للأسف، لم نجد أي استجابة أو تحرك جاد حتى الآن.

ويضيف حسام بأن هذا التجاهل الرسمي، يضطر المزارعون إلى اللجوء لحلول فردية مكلفة تزيد من أعبائهم الاقتصادية المثقلة أصلًا. نضطر لاستئجار معدات خاصة لتطهير البحر على نفقتنا الخاصة، ويكلفنا ذلك أكثر من 1000 جنيه أسبوعيًا، مشيرًا إلى أن هذا المبلغ يمثل عبئًا كبيرًا على ميزانية المزارع البسيطة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة وتراجع أسعار المحاصيل.

القمامة والأوبئة: وجهان لعملة واحدة

ويؤكد أحد أبناء عزبة الجبل، بأن معاناة المزارعين لا تتوقف عند شح المياه، وأن الضرر الأكبر يتجلى في الانتشار المخيف للحشرات والذباب داخل المنازل القريبة من الأراضي الزراعية الملوثة، قائلًا: لم نعد نستطيع العيش بشكل طبيعي.

ويعلق أحد سكان عزبة الحدادين، قائلًا: الذباب ينتشر بكثافة غير مسبوقة، وكنا نسمع عن الذباب الأزرق في القصص، أما الآن فنراه منتشرًا في منازلنا بشكل مرعب.

ويضيف -وهو يشير إلى أسراب الذباب التي تحوم حوله- هذا الوضع ينذر بكارثة صحية حقيقية، مع تزايد خطر انتشار الأمراض والأوبئة بين الأطفال وكبار السن.

نداء عاجل للمسؤولين

يطالب المزارعون والجهات المتضررة بشكل عاجل، كافة الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزارة الري والمحافظة، بالتدخل السريع لتطهير بحر العيوج ووضع حلول جذرية لمشكلة تراكم القمامة والمخلفات. فاستمرار هذا الوضع يعني تدمير الثروة الزراعية في المنطقة، وتهديدًا مباشرًا لصحة وحياة آلاف المواطنين.

فهل تستجيب الجهات المعنية لصرخات هؤلاء المزارعين قبل أن تتحول أراضيهم الخضراء إلى صحراء جرداء، وتتحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق؟

معاناة مزارعي طاميه بالفيوم: بحر العيوج يتحول إلى ملقاة للنفايات يهدد 800 فدان ب