نستطيع الان بما نملكه من مفردات الردح السكسكيه وفلكلور الشتائم ان نشكل لجنة شعبية تمارس فعل الشتيمة للحكومة والفريق كامل الوزير معا.. لكن هذه الشتائم لن تغير من الواقع المأساوى الراهن لقرية السبانسه وغيرها من القرى التى تصدر أولادها وبناتها للمزارع يوميا يتعرضون للمخاطرة بهدف كسب العيش الحلال.
نستطيع أن نكايد ونبدع فى مفردات السب والقذف ودون ان يمسك الوزير علينا كلمة واحدة _ توقعنا تحت طائلة القانون.
النخبه التى تشاهد المأساة من موقع المتفرجين يصبون جام غضبهم على وزير النقل ملقين بالتبعة كلها عليه.. رغم وجود وزراء اخرين يتقاسمون معه المسئوليه.. يهاجمون الرجل بضراوة.. دون إبتكار حلول عملية تاخذ فى الاعتبار منع تكرار المأساة، وقد احسب ان الفارق بين المكايدة والمعارضة ان توجد الأخيرة حلولا تحرج الحكومة إذا لم تأخذ بها.
إنهم يتغافلون عن الجهة التشريعية التى شرعت قانون يحافظ على السائق ويهمل الركاب.. وكاميرات حولاء تكتفى بتصوير السائق دون حزام القيادة.. بينما لا تهتم بمرافقيه من الركاب _ كاميرات لا ترصد الزيادة فى ميكروباص ١٤ راكب يرتفع عدد ركابه ببركة جشع وطمع السائق إلى اكثر من ٢٠ راكبا.. قانون يعاقب بالحنيه والنحنحه ذلك السائق متعاطى المخدرات، وتخرجه من العقاب كما تخرج الشعرة من عجينة الاهمال.
ويتغافلون عن كمائن المرور المشغوله بتحصيل غرامات تجاوز السرعة ومخالفة وضع الدبدوب وخمسه وخميسه على البربريز.
يا ساده واجهوا الازمة بقليل من وعى فنحن نحتاج بشكل عاجل لمعالجة القصور فى تاج الضمير وشريان الأخلاق.. مواجهة مع ظاهرة التعاطى وتجارة المخدرات من المنبع قبل أن تصل إلى الناس.
فى السعوديه هناك عدد كبير من أحكام الاعدام على مصريين وجنسيات أخرى يتاجرون فى المخدرات.. يجرى التعامل معهم بشكل صارم ما انتج بالتأكيد انخفاضا حادا فى ورود المخدرات لاراضى المملكة
نحتاج لتعديل تشريعى يساوى السائق متعاطى المخدرات بالقاتل المجرم، وهو الذى يعلم بجرمه فى حق أبرياء ليس لديهم أدوات تحليل المخدرات قبل الركوب معه فى سيارة يحولها إلى أداة قتل مع سبق الاصرار.
حاكموا كامل الوزير ولكن حاكموا معه المجتمع الذى فقد القيمه والاستقامه وتعاطى مع المخدرات الفوضى الهدامه.
بالتأكيد الطريق فبه عيوب هندسيه لكن المجتمع به امراض مجتمعيه.
وسط الركام وهذه العتمه يبرز ضوء شارد ينير دروبنا المظلمة يبدع حلول جذرية لمشكلة قرية الشهيدات وكل القرى المماثلة، وقد طرح الصديق العزيز الدكتور مصطفى زمزم حلا إيجابيا لا يمنح أسر الشهيدات قليل من أسماك، بل سنارة او شبكه وحرفجى يعلم أهل القرية الصيد والاعتماد على النفس، وقد طرح إقامة مجمع صناعى وتدريب البنات على الأعمال اليدوية والحرفية، والاستفادة بمستوى الأداء الذهنى لأهل القرية والقرى المماثلة، وتعليمهم حرف ومهارات تمكنهم من الكسب الحلال دون مخاطرة، وتحويلهم إلى قرية منتجة وربما مصدرة كما جرى فى قرية حنون بمحافظة الغربية على أمل أن يسهم الفريق كامل والذى بالتأكيد يشعر بالذنب حيال ما جرى من خلال دعم شركات المقاولات المشاركة فى انشاء الطريق لأسر الشهيدات، وإنتاج حالة تنمية مستدامة بالقرية تكون نموذج ينقل لقرى أخرى.
هكذا تحولت الصين إلى دولة عظمى لأنها تفاعلت مع القرى الصغرى.
0 تعليق