كثيرا ما نسمع النصيحة المتكررة "تناول المزيد من الألياف"، وليس ذلك من فراغ، فهذه العبارة تستند إلى أساس صحي قوي. فالألياف -المعروفة أيضا باسم "الفايبر"- تؤدي دورا محوريا في دعم صحة الجسم، إذ تسهم في تحسين وظيفة الجهاز الهضمي، والمساعدة على التحكم في الوزن، وخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري وبعض أنواع السرطان، إلى جانب فوائد أخرى عديدة.
ومن بين أبرز أنواع الألياف التي حظيت بشعبية متزايدة في عالم المكملات الغذائية، تتصدر قشور السيليوم المشهد. فهي نوع من الألياف القابلة للذوبان ونالت اهتماما واسعا في السنوات الأخيرة، خاصة بين المهتمين بالصحة العامة واللياقة البدنية، بفضل ما أثبتته من فوائد صحية متنوعة وفعالية ملحوظة في دعم وظائف الجسم.
ما قشور السيليوم؟
يُستخدم مسحوق قشور السيليوم، وهو ألياف قابلة للذوبان تُستخرج من بذور نبتة لسان الحمل البيضاوي (Plantago ovata)، منذ زمن طويل في الطب التقليدي القديم والحديث لخصائصه المُعززة للصحة العامة.
وهو يستخدم غالبا مكملا غذائيا للألياف، وقد حظي باهتمام علمي واسع النطاق لفوائده التي تتجاوز مجرد تحسين الهضم. وفيما يلي سبع فوائد صحية مثبتة علميا لمسحوق قشور السيليوم.
-
يعزز صحة الجهاز الهضمي
يشتهر قشر السيليوم بشكل أساسي بقدرته على تخفيف الإمساك وتعزيز انتظام حركة الأمعاء. ولكونه أليافًا قابلة للذوبان، فهو يمتص الماء في الأمعاء، متحولا إلى مادة هلامية تُليّن البراز وتُسهّل مروره، مما ينظف الجسم والمعدة.
ورغم أن السيليوم يُربط غالبا بتخفيف الإمساك، فإنه يمكنه أيضا أن يُستخدم في علاج الإسهال، بما في ذلك لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي "آي بي إس" (IBS)، إذ تساعد قدرته على امتصاص الماء في تقوية قوام البراز وتخفيف الأعراض.
-
تقليل نسبة الكوليسترول الضار في الجسم
إعلان
يتميز السيليوم بتأثيره الطبيعي الخافض للكوليسترول، مما يجعله إضافة قيّمة للأنظمة الغذائية الصحية للقلب. ووفقًا لتحليل تلوي نُشر في المجلة الأميركية للتغذية السريرية، فإن تناول السيليوم يوميا يُخفّض مستويات الكوليسترول الضار "إل دي إل" (LDL) بشكل ملحوظ دون التأثير على كوليسترول البروتين الدهني العالي الكثافة "إتش دي إل" (HDL) والمعروف باسم الكوليسترول الصحي، مما يُساعد في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل عام.

-
يساعد في ضبط نسبة السكر في الدم
بالنسبة للمصابين بداء السكري من النوع الثاني أو مُقدّمات السكري، قد يُساعد السيليوم على تنظيم مستويات السكر في الدم. ويرجع ذلك إلى عمل أليافه اللزجة على امتصاص السكر في الأمعاء، مما يُحسّن ضبط نسبة السكر في الدم بشكل عام.
وقد أظهرت العديد من التجارب العشوائية أن مكمّلات السيليوم تُخفّض مستويات الغلوكوز في الدم أثناء الصيام ومستويات الهيموغلوبين السكري لدى مرضى السكري.
-
يساعد في خسارة الوزن
قد يُساعد السيليوم على إنقاص الوزن والتحكم في الشهية من خلال تعزيز الشعور بالشبع. وعند تناوله قبل الوجبات، تتمدد الألياف في المعدة، مما يُقلل من الجوع ومن إجمالي السعرات الحرارية التي يحتاجها الشخص في الوجبات.
وبحسب الأبحاث المنشورة في مجلة "الشهية والتغذية" (Appetite and Nutrition)، يؤدي السيليوم دورا أساسيا في تعزيز الشعور بالشبع والمساهمة في فقدان الوزن بشكل معتدل عند دمجه مع نظام غذائي صحي ومتكامل.
-
يعزز صحة ميكروبيوم الأمعاء
يُغذي السيليوم بكتيريا الأمعاء المعروفة باسم لميكروبيوم. فعلى عكس العديد من الألياف، يتميز السيليوم بقابليته للتخمير الجزئي فقط، مما يعني أنه يمنع الغازات الزائدة، وفي الوقت نفسه يساعد على الاستمرار في تغذية البكتيريا المفيدة. وقد أظهرت الدراسات العلمية أنه يزيد من أعداد بكتيريا معروفة باسم "البيفيدوباكتيريا" و"العصية اللبنية"، اللتين تقومان بدور حاسم في تعزيز جهاز المناعة والصحة الأيضية المساعدة على الحرق.

-
للحصول على الكمية اليومية للجسم من الألياف
تحتوي كل ملعقة صغيرة من قشور السيليوم على 5 غرامات من الألياف، أي ما يعادل حوالي 15% من احتياجاتك اليومية من الألياف، وما يعادل 200 غرام من البروكلي المطهو على البخار.
وبما أن الأنظمة الغذائية الشائعة غالبا ما تفتقر إلى التوازن وتنويع المصادر والحصول على القدر اللازم من الألياف من مصادر الغذاء الكامل، فإن إضافة ملعقة أو ملعقتين صغيرتين من قشور السيليوم يوميا لكوب من الماء يمكن أن تُساعد في توفير حل سريع وفعال، إلا أن الإفراط في تناول هذا النوع من المكملات الغذائية قد يزيد من احتمال حدوث بعض الآثار الجانبية.
الآثار الجانبية المحتملة
بشكل عام، تتشابه الآثار الجانبية للإفراط في تناول قشور السيليوم مع تبعات تناول أي جرعات عالية من الألياف الأخرى. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة المعاناة من:
إعلان
– الانتفاخ
– تقلصات المعدة
– الإمساك
– الغازات
– القيء والإحساس بالغثيان
ومع ذلك، يمكن تقليل الآثار الجانبية بمراقبة إجمالي كمية الألياف المُتناولة بعناية وزيادة الاستخدام تدريجيا مع مرور الوقت. كما يُنصح دائما باستشارة طبيبك العام قبل تناول أي مُكمل غذائي جديد مثل قشور السيليوم لتجنب الآثار الجانبية المتعلقة بالجهاز الهضمي والإحساس بالألم أو الانزعاج.
0 تعليق