في ذكرى ميلاده.. كيف صور أمل دنقل رحلة محمود درويش إلى مصر ؟ - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحل اليوم ذكرى ميلاد شاعر الرفض أمل دنقل، الذي ولد في الثالث والعشرين من يونيو سنة 1940 بقرية القلعة، مركز قفط بمحافظة قنا في صعيد مصر، وورث عن والده موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي، وأيضًا كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيرًا فيه وساهم في تكوين اللبنة الأولى في مسيرته الإبداعية.. إنه الشاعر الجنوبي أمل دنقل الذى جذبه وهو في العاشرة من عمره الشعر، مما أثر عليه كثيرًا وأكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل أشعاره.

أمل دنقل ومحمود درويش

على طاولة الشعر اجتمع أمل دنقل ومحمود درويش أحد شعراء مدرسة الحداثة في الشعر العربي؛ وتوطدت علاقتهما الإنسانية والإبداعية؛ حتى أن زيارة الأخير للقاهرة رصدها أمل دنقل وكشف عنها في لقاء صحفي أجرته معه مجلة "البيان" الكويتية نشر في الأول من ديسمبر عام 1976؛ حيث يقول:" أنا واحد من المعجبين بأشعار محمود درویش، واعتقد آن اشعار درویش اکثر تقدما من الشعار أدونيس.

406.jpg

وتابع "دنقل" يقول: "لكن مشكلة درويش الأساسية في تقديري أن هناك محمودين درويشين، محمود قبل الهجرة من إسرائيل ومحمود بعدها، عندما كان داخل إسرائيل كان يعيش في شبه قفص منعزلاً عن العالم العربي، صلته بالعالم العربي تنبع من المذياع والسماع ومن هنا كان تصوره للعالم العربي يختلف عن رؤيتنا نحن، فمثلاً، أذكر حادثة شخصية: عندما جاء درويش إلى مصر، وسافر إلى الأقصر وأسوان عاد متألمًا مريضًا ثلاثة أيام، وعندما سألته عن السبب قال لي إنه وجد أن كثيرًا من الأطفال المصريين يمشون حفاة الأقدام ودهشت، لأنني كمصري، لم تلفت نظري هذه الظاهرة إلا كمقولة وشعار، وسمعنا عنها في عهد الملكية عندما كانوا يتحدثون عن مشروع مكافحة الحفاة.

واستطرد "دنقل": "حزن وصدم لأنه في دولة تقول إنها دولة اشتراكية من غير المعقول أن يكون هناك أطفال حفاة وذكر لي أنه حتى الأطفال العرب في الأرض المحتلة وهم فقران نسبيًا - لا يسيرون حفاة الأقدام ".

محمود درويش قام برثاء صديقه أمل دنقل فى إحدى الأمسيات التى أقيمت فى شهر مايو 2003 بمناسبة مرور 20 عاما على رحيل "أمل" بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية؛ حيث فاجأ الشاعر الفلسطينى محمود درويش بإلقاء قصيدة رثاء فى أمل دنقل، وهى القصيدة الوحيدة التى كتبها درويش، ومنها:

 واقفين معا تحت نافذة نتأمل

وشم الظلال على ضفة الابدية

قلت تغيرت يا صاحبي

و هدأت..

فها هي سفارة الموت تدنو

لا تفجر صرختك الخاطفة.

قال لي: عشت قرب حياتي كما هي

لا شيء يثبت اني حي

و لا شيء يثبت اني ميت..!

الغياب يرف كزوج حمام على النيل...

الجنوبي يحفظ شعر الصعاليك

عن ظهر قلب

و يشبههم في سليقتهم وابتكار المدى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق