"أصبحت محدودة وأكثر خطورة".. ما خيارات إيران للرد على الضربة الأمريكية لمفاعلاتها النووية؟ - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

23 يونيو 2025, 3:02 مساءً

تجد طهران نفسها اليوم محصورة بين الرغبة في الرد على الضربة الأميركية لثلاثة من مفاعلاتها النووية، والواقع الذي يفرض عليها قيودًا شديدة على خياراتها، بعد أن استُنزفت قدراتها الرادعة بشكل كبير مؤخرًا، في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا مع تصاعد الحملة الإسرائيلية، وتحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكررة، مما دفع إيران للتهديد باستهداف السفن والقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، والسؤال الأبرز هنا: كيف سترد إيران بعد أن فقدت جزءًا كبيرًا من أوراقها الرادعة، وما هي التداعيات المحتملة لهذا الرد؟

الردع المستنزف

في الأيام القليلة الماضية، أدت الضربات الإسرائيلية المكثفة إلى تجريد إيران من جزء كبير من قدراتها الرادعة، لا سيما فيما يتعلق بقاذفات الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، ورغم هذه الخسائر، لا تزال طهران تمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة، مما يمنحها بعض الخيارات للرد، وإن كانت محدودة النطاق، وعلى الجانب الآخر، عززت الولايات المتحدة من دفاعاتها الجوية في المنطقة ونشرت قواتها البحرية بشكل استراتيجي، مما يجعلها هدفًا أكثر صعوبة، كما هدد ترامب بتوسيع نطاق التدخل الأمريكي في حرب إسرائيل إذا حاولت إيران الرد، بل وألمح مؤخرًا إلى أن أحد الأهداف المحتملة للقاذفات الأمريكية قد يكون المرشد علي خامنئي، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

ولطالما شكلت شبكة تحالفات إيران مع الميليشيات الإقليمية، التي تطلق عليها طهران "محور المقاومة"، أحد أبرز أسلحتها على مدى عقود، غير أن هذه الشبكة تعرضت أيضًا لاستنزاف كبير، فقد دمرت إسرائيل ترسانة حزب الله الصاروخية الضخمة العام الماضي، وتواصل الطائرات الإسرائيلية استهداف قوات الحزب حيث قصفت مخزونًا مزعومًا للصواريخ في جنوب بيروت في أبريل الماضي، وفي العراق، هددت ميليشيا كتائب حزب الله، المدعومة من طهران، باستهداف "المصالح الأمريكية" في الشرق الأوسط ردًا على مشاركة واشنطن في دعم إسرائيل، ونقل عن أحد قادتها، أبو علي العسكري، قوله: "إن القواعد الأمريكية في المنطقة ستصبح أشبه بمناطق صيد البط"، وتنتشر القوات الأمريكية في ما لا يقل عن تسعة عشر موقعًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ثمانية منها دائمة.

التهديد البحري

وهناك شريك إيراني آخر، هو جماعة الحوثيين في اليمن، الذي كان قد وافق على وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة في مايو، لكن الحوثيين حذروا من أنهم سيعتبرون الهدنة منتهكة إذا قرر ترامب المشاركة في هجمات على إيران، وأنهم سيستهدفون السفن الأمريكية في البحر الأحمر، وهو ما فعلوه بنتائج متفاوتة في الماضي، ومع ذلك، فإن دخول أي من هذه الميليشيات إلى الحرب سيستدعي ردًا مدمرًا من الولايات المتحدة، التي كانت تستعد لمثل هذا الاحتمال على مدى الأشهر الماضية، بالتزامن مع استعداد إسرائيل لهجومها.

وتمتلك إيران أيضًا خيارًا يتمثل في مهاجمة الشحن البحري، مع إمكانية اللجوء إلى الألغام أو إغراق السفن أو إصدار تهديدات موثوقة بإغلاق مضيق هرمز، ويُعد المضيق، وهو بوابة ضيقة إلى الخليج العربي لا تتجاوز 55 كيلومترًا في بعض الأماكن، ممرًا حيويًا يمر عبره يوميًا أكثر من خمس إمدادات النفط العالمية (20 مليون برميل) والكثير من الغاز المسال، وقد دعا ساسة إيرانيون متشددون إلى إغلاق المضيق خلال الأيام القليلة الماضية، ويتميز هذا الخيار بقدرته على فرض تكلفة مباشرة على ترامب، حيث سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط مع تأثير تضخمي شبه فوري في الولايات المتحدة قبل الانتخابات البرلمانية العام المقبل.

مخاطر محتملة

لكن إغلاق مضيق هرمز سيكون أيضًا عملاً من أعمال الإضرار الاقتصادي الذاتي الجسيمة، فالنفط الإيراني يستخدم نفس البوابة، وقد تقرر طهران تأجيل ردها، كما فعلت في الماضي عندما أخرت استجابتها للهجمات الخارجية، وقد ألمح وزير الخارجية عباس عراقجي إلى هذا الانتقام المفتوح عندما قال أمس: "إن قرار ترامب ستكون له عواقب دائمة"، فهل تستطيع إيران الموازنة بين ضرورة الرد وتجنب تصعيد كارثي؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق