أكد اللواء محمد المصري الخبير العسكري، أن الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران ما زالت محل جدل واسع بشأن حجم الأضرار التي خلفتها، مشيرًا إلى أن المعلومات المتوفرة حتى الآن لا تؤكد تدميرًا كاملًا لتلك المنشآت.

وقال عبر مداخلة لبرنامج "ملف اليوم" المُذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، إن هناك تحذيرات سابقة من رئيس هيئة الطاقة النووية الروسية من احتمال تسرب إشعاعي يمتد لمئات الكيلومترات، وهو ما لم يتحقق حتى اللحظة، ما يعزز فرضية أن الضربات لم تطل عمق المنشآت الحيوية، أو أن إيران كانت قد نقلت المواد النووية مسبقًا إلى أماكن أكثر أمانًا.

وأشار إلى أن الضربة تحمل أبعادًا سياسية أكثر منها عسكرية، إذ أراد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيصال رسالة بأنه قضى على المشروع النووي الإيراني، رغم أن الواقع قد يكون مختلفًا تمامًا.

ونوه، إلى أن إيران، بخبرتها الممتدة من حربها الطويلة، وتضاريسها الواسعة وتركيبتها السكانية، يصعب إخضاعها لعمليات استنزاف طويلة الأمد، مؤكدًا أن الجبهة الإسرائيلية تبدو أكثر هشاشة في ظل حديث متزايد عن قصور أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في التعامل مع الصواريخ الإيرانية الأخيرة.

وأردف بأن الخطورة الحقيقية تكمن في حال استهدفت إيران جنودًا أو مواقع أمريكية مباشرة، ما قد ينقل الصراع إلى مرحلة جديدة تمامًا، مشيرًا إلى أن امتلاك إيران للتكنولوجيا النووية المتقدمة، من أجهزة الطرد المركزي وتقنيات التخصيب، يجعل قدرتها على استعادة برنامجها النووي في أي لحظة أمرًا واردًا جدًا.