تشهد سماء المملكة فجر يوم الإثنين المقبل، الموافق 23 يونيو، ظاهرة فلكية نادرة تتمثل في اقتران القمر بعنقود نجوم الثريا، وذلك عند الساعة 2:45 صباحًا، وفقًا لما أوضحه زاهي الخليوي، رئيس نادي الفضاء والفلك.

وبيّن “الخليوي” لـ”سبق” أن هذه الظاهرة ستستمر نحو ساعتين ونصف حتى شروق الشمس، حيث يُتوقع أن يحجب القمر عددًا من نجوم الثريا، في مشهد فلكي نادر يُعد فرصة مميزة لهواة الرصد والمصورين لتوثيقه، كما يُمكن من خلاله الاستدلال على موقع “الثريا” بالعين المجردة.

وأشار إلى أن عنقود الثريا، المعروف أيضًا بـ”الشقيقات السبع”، يقع ضمن كوكبة الثور، ويُعد من أشهر العناقيد النجمية في السماء، ويضم أكثر من 500 نجم. وتُشاهد منه بالعين المجردة عادةً ستة إلى ثمانية نجوم، بينما يمتد على مساحة تُعادل أربعة أضعاف حجم القمر البدر، ويبعد عن الأرض نحو 440 سنة ضوئية.

ونوّه “الخليوي” إلى أن الثريا حظيت بمكانة خاصة في التراث العربي، حيث ارتبطت ببدء فصل الصيف، وكان العرب يعتمدون على طلوعها في حساب المواسم من خلال ما يُعرف بـ”حساب القرن”، وهو نظام تقليدي مبني على تكرار اقتران القمر بالثريا كل 27 يومًا.

ولفت إلى أن العرب تصوّروا “الثريا” وقد تبعها نجم “الدبران” كعاشق يسوق لها الهدايا من القلائص، ولذلك سُمي بـ”التويبع”.

واختتم الخليوي بالإشارة إلى حضور الثريا في الشعر العربي، ومن أبرز من تغنى بها الشاعر الفلكي راشد الخلاوي، قائلاً:

“حساب الفلك بنجم الثريا مركّب

يحرص له الفلاح والطبيب”

كما وصفها الشاعر محمد العبدالله القاضي بقوله:

“تَرَى أَوَّل نُجُومَ القَيظْ سَبْعٍ رِصايفْ

كِما جَيْبِ وَضْحا ضَيَّع الدَّرْكِ دالِـقْ

أَوْ نَعْلِ شاخٍ والتِّويبِعْ تِبيعَهــــا

في بِرْجَها الجَوْزا كِما الدّال دانـِقْ”