عن إسرائيل ودور العالم العربي - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ما يحدث الآن من تبادل إطلاق صواريخ بين إيران وإسرائيل، يروّج معه أن الدول العربية لم تُحاول قط محاربة استعمار فلسطين، أو هذه الصورة التي يحاول الإعلام الغربي تكريسها ويلتقطها بعض الشباب العربي المتحمس. وهذا بالطبع غير صحيح، بعض الدول العربية شاركت مرة واحدة على الأقل في إحدى الحروب ضد إسرائيل. كما عارضت جامعة الدول العربية بشدة استعمار فلسطين، وتصرفت بطرق مختلفة على مر السنين، ودعت مراراً إلى «انسحاب إسرائيل الكامل إلى حدود عام 1967» (أي خط الهدنة لعام 1949).

لماذا لم تعد تلك الدول العربية تُقاتل وتشن الحروب من أجل فلسطين؟

لقد خاضت بعض هذه الدول حروباً في العقود الأولى لقيام إسرائيل، لكن إسرائيل انتصرت في هذه الحروب. وليست حروب الكلام التي شنّها بعض القادة العرب وعنتريات بعض الإعلام العربي في زمانه.

علاوة على ذلك، في العقود القليلة الماضية، قدّمت جميع الدول الغربية، دعمها غير المشروط لإسرائيل. لذا، من المرجح جدّاً أن بعض الدول العربية أدركت أنها معركة خاسرة؛ لأن الدعم العالمي القوي لإسرائيل يحول دون أي تأثير يُذكر.

كانت أفضل فرصة للدول العربية لهزيمة إسرائيل قبل سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1989. فإذا نظرنا إلى حربي 1967 و1973، نجد أنهم نظريّاً كانوا يتفوقون على الجيش الإسرائيلي عدداً وعتاداً، وكانوا يحصلون على كميات وفيرة من المعدات السوفيتية. لكن الحقيقة هي أن الحروب غالباً ما تُحسم بالتدريب والمعنويات والجودة والدافعية، بالنسبة لإسرائيل كانت تلك الحروب وجودية. إما أن تكون أو لن تقوم لها قائمة.

منذ ذلك الحين، ازدادت الميزة النوعية لإسرائيل، واختفت الشروط السهلة للحصول على المعدات السوفيتية، وبات على هذه الدول الآن دفع ثمن الأسلحة الغربية، وربما أصبح وضعها الاقتصادي أكثر خطورة مما كان عليه آنذاك. حتى قبل حرب أوكرانيا، أظهرت المعدات الروسية نقاط ضعف في العراق عامي 1991 و2003.

ورغم صغر حجم إسرائيل، الذي يتجاوز تعداده 610 آلاف جندي عامل واحتياطي، فإن جيشها يفوق جيش كندا بعشرة أضعاف تقريباً، وفي نهاية المطاف، من المرجح أن تكون إسرائيل دولة مسلحة نوويّاً، على الرغم من عدم إعلانها ذلك رسميّاً.

الجانب الآخر من كل هذا هو أن إسرائيل ربما أرادت التفاوض من موقع قوة بعد أن حققت هيمنتها العسكرية الإقليمية. وقد بدأ ذلك باتفاقات أوسلو، التي اغتيل رابين على يد متطرف يهودي بسببها عام 1995.

ولن ينتهي الوجود الإسرائيلي للأسف مع إطلاق آخر صاروخ من طهران، مع العلم أن ما يحدث بين تل أبيب وطهران اليوم لا علاقة له بفلسطين.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق