الثلاثاء 17/يونيو/2025 - 01:42 م
أضف للمفضلة
شارك شارك
عزيزي العربي دعنا نتفق أنه مهما تم تقديم دعم سياسي أو استخباري وإن كان ضعيفًا جدًا لإيران فلن يضاهي ما تحصل عليه إسرائيل من دعم عسكري واستخباري ضخم من قبل أمريكا ودول أوروبية كثيرة.
ودعنا نتفق أيضًا أن إسرائيل لا تستطيع مواجهة إيران بمفردها، وإيران كذلك لا تستطيع مواجهة دول إسرائيل بمفردها.
من الممكن أن تحصل إيران على دعم استخباري خارجي لكن ليس بقوة الدعم العسكري والاستخباري الذي تحصل عليه إسرائيل خصوصًا من أمريكا التي تفرض طوقا عسكريا حول إيران حاليًا، وتتيح لإسرائيل قصف إيران دون خوف من المجتمع الدولي، وإن تعثرت إسرائيل ستتدخل أمريكا (وهو ما اتضح في تصريحات ترامب الأخيرة).
إيران ليست ضعيفة استخباريًا كما يروج البعض لكن دعنا نتخيل، مجرد تخيل، أن جهاز استخبارات متوسط إلى حد ما يواجه أعتى أجهزة الاستخبارات في العالم في وقت واحد؛ ولا ننسى أن روسيا الـ KGB تم اختراقها وضربها من قبل أوكرانيا (دعنا نصدق أنها أوكرانيا) هل روسيا ضعيفة، بالتأكيد لا، لكن الاتحاد قوة حتى لو على كفر، وهكذا علمونا صغارًا.
قدرة إيران الاستخباراتية كانت واضحة جدًا حين تم اغتيال رئيس أركانها للمرة الثانية خلال 4 أيام، وهذا المنصب هو الثاني عسكريًا في البلاد عقب المرشد، وكانت واضحة أيضًا عندما تم الإعلان عن العثور على مصنع وقواعد للمسيرات الإسرائيلية تسللت وعملت من داخل إيران، والأهم ما تم الإعلان عنه بدخول صواريخ سبايك الإسرائيلية وتهريبها للداخل لضرب الدفاعات الجوية من الداخل، مع العلم بأن إسرائيل لا تمتلك حدودًا برية مع إيران.
عسكريًا إيران لا تستطيع استكمال الحرب لوقت طويل، لأن مخزونها الصاروخي كل يوم ينضب أكثر من سابقه، إما بالقصف على إسرائيل أو عن طريق استهداف إسرائيل لتلك الصواريخ الإيرانية قبل إطلاقها، في حين أن إسرائيل يدعمها مصانع وترسانة دول عسكريًا ولوجستيًا، وإن تعثرت ستجد ماما أمريكا تتدخل ومعها بابا بريطانيا وشقيقتها فرنسا.
دعنا نتفق أيضًا أنه منذ الحرب العالمية الثانية وضعت قاعدة عسكرية أن الدولة النووية لا تنهزم عسكريًا من دولة غير نووية، أو من دولة نووية مثلها.
أكبر مكاسب إيران عقب انتهاء الحرب الحالية يكمن في استمرار نظامها السياسي الحالي وألا تدمر كليًا، وأن تحافظ على بقاء برنامجها الصاروخي (وهذا مهم جدًا) وألا تفقد (بشكل نهائي) برنامجها النووي حتى وإن تم تأجيله لوقت.
أما وإن أعلنت إيران عن امتلاكها لسلاح نووي ولو رأس نووية واحدة خلال أيام فلهذا شأن آخر على طاولة المفاوضات.
لن تدخل أي دولة إلى براثن الحرب لصالح إيران بشكل مباشر، كلها مصالح، روسيا منغمسة في أوكرانيا، والصين تنتظر أمريكا في تايوان، وباكستان عينها على الهند وكشمير، وكوريا الشمالية بالكاد تحمي ذاتها وتدعم حليفتها روسيا لتتلقى دعمها أيضًا.
وعربيًا يجب تحجيم إسرائيل وتقديم أكبر وأسرع دعم ممكن لإيران عربيًا وإسلاميًا، فما تفعله إسرائيل بكل تأكيد لا يخدم أيًا من المصالح العربية الإسلامية، ولا يخدم مصالح أيًا من دول المنطقة سوى إسرائيل ذاتها، حتى أنه لا يخدم محور الشرق الذي تنتمي له طهران، وأعني بذلك روسيا والصين.
0 تعليق