تحدث الخبير في الشأن الإيراني، نزار جاف حول التصعيد المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران واحتمالات تطوره لمواجهة عسكرية، مؤكدًا أن فرص اندلاع حرب شاملة في الوقت الراهن ليست سريعة، مشيرًا إلى أن ما يجري يعكس تباينًا في الاستراتيجيات لا بالضرورة رغبة فعلية في التصادم المباشر.
وقال جاف: "ما نشهده من توتر لا يعني بالضرورة أننا على أعتاب حرب، كلا الطرفين، واشنطن وطهران، يتعاملان بحذر تجاه خيار المواجهة، وإن كانت دوافع كل منهما مختلفة، لافتا الى أن الرئيس ترامب يرى أن العقوبات والضغوط كافية لتحقيق أهداف الردع، أما القيادة الإيرانية، فهي تدرك أن أي تصعيد كبير قد يؤدي إلى تداعيات داخلية غير محسوبة."
الاستمرار في استخدام المفاوضات كإطار زمني
وأضاف: "الاستمرار في استخدام المفاوضات كإطار زمني دون تغيير جوهري في المواقف قد يُفسَّر لدى بعض الأطراف كمحاولة لكسب الوقت، ومن هنا تأتي أهمية التقييم المستمر للالتزامات والوقائع على الأرض."
أشار إلى أن التقارير الاستخباراتية الغربية وتصريحات عدد من المسؤولين الأميركيين، وبينهم الرئيس دونالد ترامب، "تعكس إدراكًا متزايدًا لتعقيدات الملف الإيراني، خصوصًا في ظل تطورات إقليمية غير مستقرة".
وعن قرار الولايات المتحدة بسحب بعض قواتها في المنطقة، أوضح جاف أن "هذا لا يعني انسحابًا استراتيجيًا بقدر ما يعكس استعدادًا لمواجهة سيناريوهات متعددة في بيئة أمنية متقلبة"، لافتًا إلى "التكهنات المستمرة حول احتمالات عمل عسكري يستهدف منشآت نووية حساسة".
وفي ختام تصريحه، قال جاف من المهم أن يكون هناك توافق دولي حقيقي لضمان عدم تصعيد التوتر، مع التركيز على آليات تضمن الالتزام بالمعايير الدولية للشفافية وعدم الانتشار، أي تغيير فعّال في المشهد الإقليمي يجب أن يُبنى على حلول دبلوماسية شاملة تراعي مصالح الشعوب واستقرار المنطقة."
0 تعليق