فشلت كافة المحاولات الأمريكية للسيطرة على احتجاجات لوس أنجلوس ثاني أكبر المدن الأمريكية، حيث شهدت الاضطرابات تصعيد خطير، بعد وصول المئات من جنود مشاة البحرية الأميركية المارينز إلى المدينة مساء أمس الثلاثاء يوم الثلاثاء، بأوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة وصفت بأنها استثنائية وأثارت مخاوف متزايدة لدى المسؤولين المحليين من تهديد النظام الديمقراطي في البلاد.

ويرى مراقبون أن القرارات التي اتخذها ترامب في لوس أنجلوس من نشر المارينز وفرض حظر التجوال وعمليات الاعتقال المكثفة أشبه بالحصار العسكري.

أزمة وطنية غير مسبوقة

وبحسب وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، فقد فشلت كافة المحاولات الأمريكية على مدار 5 أيام لاحتواء الاضطرابات المشتعلة في لوس أنجلوس، على خلفية المداهمات الواسعة التي تنفذها السلطات الفيدرالية ضد المهاجرين غير النظاميين، ما أدى إلى اتساع رقعة المظاهرات لتشمل عدة مدن أميركية أخرى، وسط انتقادات حادة من القادة الديمقراطيين الذين حذروا من أن البلاد تدخل أزمة وطنية غير مسبوقة.

وشن حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، هجومًا لاذعًا على ترامب، متهمًا إياه بإساءة استخدام السلطة بشكل صارخ، ما أدى إلى تفجير الوضع وزيادة المخاطر على حياة السكان وأفراد الشرطة وحتى عناصر الحرس الوطني أنفسهم.

وأكدت الوكالة الدولية، أن ترامب صعد من الأزمة بشكل غير مسبوق بعد تلميحه بإمكانية اعتقال حاكم ولاية كاليفورنيا، وبرر قراراته العشوائية قائلًا: " ما نشهده في كاليفورنيا هو اعتداء سافر على السلام والنظام العام والسيادة الوطنية، يقوم به مثيرو شغب يرفعون أعلامًا أجنبية"، معلنًا عزمه "تحرير لوس أنجلوس".

وجاءت تصريحات ترامب خلال تكريم الجنود في قاعدة فورت براج بولاية كارولاينا الشمالية، وعقب نشر صور لمتظاهرين في شوارع لوس أنجلوس وهم يلوحون بأعلام المكسيك ودول أخرى تضامنًا مع المهاجرين الذين تعرضوا للاعتقال في حملات وصفت بالعدوانية. 

وقالت وزارة الأمن الداخلي إن وحدات الهجرة والجمارك ألقت القبض على نحو 2000 مخالف لقوانين الهجرة يوميًا خلال الأيام الأخيرة، وهو رقم يفوق بستة أضعاف المعدل اليومي في عهد الرئيس السابق جو بايدن عام 2024.

وأشارت الوكالة الأمريكية، إلى أن الاحتجاجات امتدت إلى مدن كبرى أخرى، مثل نيويورك وأتلانتا وشيكاغو، حيث وقعت اشتباكات محدودة مع قوات الأمن، وصعد بعض المحتجين فوق تمثال بيكاسو في ساحة دالي بلازا في شيكاغو، مطالبين بإلغاء وكالة الهجرة والجمارك (ICE).

في لوس أنجلوس، أعلن رئيسة البلدية كارين باس، مساء أمس الثلاثاء، فرض حظر تجول ليلي يمتد من 8 مساءً حتى 6 صباحًا في منطقة تمتد على مساحة 2.5 كيلومتر مربع في قلب المدينة، بعد ليلتين من أعمال العنف والنهب، حيث تم تسجيل 23 حالة نهب لمتاجر يوم الاثنين.

وقال مسؤول أميركي إن نحو 700 من قوات المارينز تمركزوا في منطقة سيل بيتش، على بُعد حوالي 50 كيلومترًا جنوب لوس أنجلوس، استعدادًا لنشرهم في مواقع محددة لاحقًا. 

وأضاف أن هناك أيضًا حوالي 2100 جندي من الحرس الوطني في المنطقة، ضمن خطة لنشر 4 آلاف جندي.

وأشار المسؤول إلى أن المارينز والحرس الوطني ليس لديهم صلاحيات للاعتقال، ومهمتهم تقتصر على حماية المنشآت الفيدرالية والعاملين فيها، غير أن هذه النقطة أثارت اعتراضات قانونية، حيث حذر المدعي العام لولاية كاليفورنيا، روب بونتا، من أن السماح للقوات بمرافقة عناصر الهجرة قد يشكل انتهاكًا لقانون عام 1878، الذي يمنع استخدام الجيش الأميركي في إنفاذ القوانين المدنية.