أثارت حادثة إطلاق النار المروعة التي وقعت في مدرسة ثانوية بمدينة غراتس النمساوية صدمة واسعة لدى المغردين على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تداول مقاطع فيديو للحادثة التي خلفت 10 قتلى على الأقل.
وبينما تعد حوادث إطلاق النار في المدارس أمرا نادرا في النمسا مقارنة بالولايات المتحدة، فوجئ العالم بهذه المأساة التي هزت البلاد وأثارت تساؤلات عن الأسباب التي دفعت شابا يبلغ من العمر 22 عاما إلى ارتكاب هذه الجريمة.
ووقعت الحادثة في تمام الساعة العاشرة صباحا في مدرسة ثانوية بمدينة غراتس، ثاني أكبر المدن النمساوية بعد العاصمة فيينا، والتي تعتبر مدينتها القديمة أحد أفضل المناطق المحفوظة في أوروبا الوسطى.
وبحسب الشرطة النمساوية، أطلق المسلح النار على فصلين دراسيين في المدرسة قبل أن تتدخل الشرطة ووحدات "الكوبرا" الخاصة، في حين أوضحت السلطات أن منفذ العملية قتل نفسه في نهاية المطاف.
وكشفت صحف نمساوية أن منفذ العملية كان طالبا سابقا في المدرسة وعانى من التنمر، الأمر الذي قد يكون دافعا وراء قيامه بهذا الفعل الإجرامي، إلا أن التحقيقات ما زالت جارية للكشف عن الدوافع الحقيقية.
وأسفرت العملية عن مقتل 10 أشخاص على الأقل بينهم طلاب ومعلمون، بينما نقل العشرات إلى المستشفى للعلاج من إصاباتهم المختلفة، مما جعل الحادثة واحدة من أكثر عمليات إطلاق النار دموية في تاريخ النمسا الحديث.
وتوجه المستشار النمساوي إلى موقع الحادث ووصفه بأنه "مأساة وطنية هزت البلاد"، معبرا عن حزنه العميق لفقدان الأرواح البريئة في هذا العمل الإجرامي المروع.
إعلان
ما ذنب الضحايا؟
ورصد برنامج شبكات (2025/6/10) جانبا من التعليقات المؤثرة على هذه الحادثة المؤسفة، فقد كتب سامر "شو ذنب الأطفال.. كلنا عندنا أطفال تروح للمدارس تخيلوا ما يرجعوا أطفالنا.. الله يعين أهل الأطفال اللي ماتوا.. هذا عمل إجرامي مهما كان الدافع ومهما كانت هوية المنفذ؟".
وغردت سما نصار قائلة "يقال إن القاتل ضحية للتنمر (مش مبرر) لكن لازم كلنا نوجه أطفالنا أن ممنوع التنمر على الغير أو المساعدة لو لقوا ضحية تنمر"، مسلطة الضوء على أهمية التربية ومحاربة ظاهرة التنمر في المدارس.
في المقابل، كتبت رنا "اللي عنده مشاكل نفسية لازم يحلها عند الطبيب النفسي مو بالقتل والجريمة… شو استفاد بعد هالجريمة؟"، مؤكدة ضرورة التعامل مع المشاكل النفسية بالطرق الصحيحة وليس بالعنف.
بينما طرح سليم عبود تساؤلات مهمة حول الرقابة على الأسلحة قائلا "أساسا ليش عنده سلاحين.. مين اللي عطاه الترخيص؟؟ ولما صار عنده سلاحين ليش ما شكت فيه السلطات النمساوية؟"، مشيرا إلى ضرورة تشديد الرقابة على حمل الأسلحة.
وتعد حادثة إطلاق النار في غراتس ثاني حادثة تقع في المدارس النمساوية خلال العقد الأخير، بعد حادثة "ميستلباخ" عندما أطلق طالب النار من بندقية صيد في مدرسة ثانوية، والتي خلفت إصابة طالب بجروح من دون أي وفيات.
0 تعليق