فادي عاكوم لـ"الدستور": الأعياد في لبنان تُوحّد الناس وتتجاوز الانقسامات الطائفية - نجد الاخبارية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال المحلل والكاتب الصحفي اللبناني فادي عاكوم، إن الأعياد في لبنان، وعلى رأسها عيد الأضحى، تمثل حالة استثنائية من الفرح والتواصل الاجتماعي، تتخطى الانقسامات الطائفية والسياسية، وتشمل مختلف أطياف المجتمع اللبناني.

وأوضح عاكوم، في تصريح خاص لجريدة الدستور، أن الاحتفالات الدينية في لبنان لم تعد مقتصرة على المنتمين إلى ديانة أو طائفة معينة، بل أصبحت مناسبات وطنية اجتماعية، يشارك فيها الجميع من دون تمييز. 

وقال: "رغم أن لبنان بلد متنوع طائفيًا وعرقيًا، إلا أن الأعياد – سواء كانت إسلامية أو مسيحية – تشهد تلاحمًا واحتفالًا جماعيًا. الكريسماس ورأس السنة يحتفل بهما المسلمون والمسيحيون معًا، وكذلك الحال في عيدَي الأضحى والفطر".

من الحرب الأهلية إلى الانفتاح الكامل

تحدث عاكوم عن التحوّل الكبير الذي شهده لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية وحتى اليوم، موضحًا أن الوضع سابقًا كان مختلفًا كليًا، حيث كانت بعض المناطق مغلقة أمنيًا أو جغرافيًا بسبب الأوضاع الأمنية، مما حال دون تنقل الناس واحتفالهم مع أقاربهم في مناطق أخرى.

وأضاف: "في السابق، كانت حركة التنقل محدودة جدًا، وكان من الصعب أن يزور الإنسان أقاربه في مناطق أخرى. أما اليوم، فالوضع تغير كليًا، وأصبحت كل المناطق مفتوحة على بعضها البعض، وكل اللبنانيين يفرحون معًا ويشاركون في أجواء العيد دون حواجز".

اختلاف طقوس العيد بين لبنان ومصر

وحول طقوس العيد في لبنان، أشار عاكوم إلى الخصوصية الثقافية والاجتماعية التي تميز اللبنانيين في طريقة الاحتفال، وقال: "في مصر، مثلًا، من المعروف أن السينما هي الوجهة الأبرز خلال الأعياد، وهي مؤشر اقتصادي وثقافي مهم. أما في لبنان، فالأجواء مختلفة تمامًا. العيد في لبنان يُحتفل به ليلًا، والسهر في ليلة العيد هو الطقس الأساسي".

وأكد أن ليلة العيد في لبنان لا تفرّق بين مسلم ومسيحي، حيث يتشارك الجميع أماكن السهر والفرح:
"ما في فرق مين مسلم وممسيحي، الكل بيحتفل مع الكل. وهذا التناغم في الاحتفال هو اللي بيخلي الأعياد بلبنان حلوة ومميزة".

الأعياد... مساحة فرح جماعي

وختم فادي عاكوم تصريحه بالتأكيد على أن الأعياد في لبنان ليست مجرد طقوس دينية، بل مساحة إنسانية واجتماعية للتلاقي والفرح، وقال: "الأعياد في لبنان مختلطة، جميلة، ومليئة بالحب. قد نختلف في السياسة والطائفة، لكننا نتوحد في الفرح والاحتفال. وهذا ما يجعل من لبنان بلدًا فريدًا في طقوسه الاجتماعية رغم كل التحديات التي يعيشها".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق